المحلية

مرض جنون الآبار

مرض جنون الآبار !!
بقلم أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتحول)

[JUSTIFY] تم في إحدى البلدان فرض حالة الطوارئ وحظر التجول في عاصمة تلك الدولة فأقبل سكان المدينة والمدن والقرى المجاورة لتلك المدينة لمشاهدة حظر التجول – وهذه(الحدوتة) الظريفة تنطبق على بعضنا من الذين يطبقون مبدأ خالف تعرف في بعض تصرفاتهم – فمثلاً إذا أصدر الدفاع المدني تحذيراً من سيول جارفة أو أمطار غزيرة وطلب من الجميع توخي الحيطة والحذر والبعد عن الأودية والبقاء في منازلهم ريثما يزول الخطر- سارع بعضنا وخاض تلك الأودية والشعاب وقام وأطفاله بالسباحة فيها معرضين أنفسهم للخطر وغير مبالين بتعليمات الدفاع المدني وبعد ذلك يلوم الدفاع المدني لأنه تأخر عن الحضور بعد أن إستغاث به وتسبب ذلك في غرق بعض أفراد أسرته – وإذا ماصدر تحذير عن وجود آبار مجهولة وطلبت الجهات المختصة من الجميع بضرورة الإبتعاد عنها سارع بعضنا بإصطحاب أطفاله إلى مواقع تلك الآبار لتكحيل عينيه بها وكأنها منطقة سياحية وترك الأطفال بمفردهم يسرحون ويمرحون حول تلك الآبار عساها تبتلع أحدهم !

للأسف فمعظمنا لايبالي بالتعليمات التي تصب في صالحه وأسرته لأنها تحذره من المخاطر بل يتحداها في وضح النهار وحينما يسقط الفأس على الرأس – نعلن حالة الطوارئ ولكن بعد فوات الأوان ونعمل من الحبة قبة – والدليل (قالوا له) حسب عادل إمام – فنحن حالياً مشغولون بالبحث عن الآبار في كل مكان حتى في غرف نومنا ودورات مياهنا وأصاب معظمنا وسواس قهري فنظن أن مجرد وجود حفرة أو فتحة بسيطة تظهر على سطح الأرض بأنها بئر وسارع بعضنا أيضاً بتسليط التليسكوب صوب الكواكب عساه يكتشف بئراً منسية تركها رواد فضاء فوق القمر أو المريخ أو عطارد – وإنتشرت أخبار الآبار بعد قضية المرحومة لمى – التي أصبحت قصتها مشهورة عالمياً وأثبتت عجز أعتى الأجهزة والآليات المتطورة من إخراجها – وتحول كتاب السياسة والإقتصاد والفن إلى كتاب آبار وأظهرت كارثة الطفلة لمى شعراء كانوا مطمورين بداخل الآبار فإنتهزوا الفرصة وأخرجوا ما في جعبتهم من قصائد وعصائد تباكوا فيها على لمى وضحايا الآبار – وأصاب معظمنا مرض جنون الآبار وأصبح لدينا هوس بكل حفرة نراها حتى ولو كانت (جحر فئران )وتبرع بعضنا بردم تلك الآبار على حسابه الخاص – وغدا سنسمع بمن ينادي بضرورة جمع تبرعات من أجل طمر الآبار وبناءً على ذلك وعليه البناء والهدم تصدر قرارات بإنشاء الإدارة العامة لطمر الآبار !![/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com