المحليةالمقالات

أحاديث النساء

[COLOR=#FF0000]أحاديث النساء[/COLOR] بقلم/ صالحة عبدالله

[JUSTIFY]نحن معاشر النساء نسعى جاهدات في رمضان للتوفيق بين واجباتنا الدينية والمنزلية وحقوقنا على أنفسنا تجتمع كل المهام الصعبة واليسيرة في تلك المخلوقة الفريدة ، بعض الرجال يتعامل مع زوجته ( السوبر) خارقت القوى على أنها المخلوق الذي لا يتعب ولا يكل ولا يتذمر متناسيا أنها تقوم بأكثر من تلك الأعمال محبة في ماتقوم به وليس لأنه فرض واجب عليها .

وفيما تبقى من شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار فإن مهام النساء تزيد مقسمة بشكل مبرمج بين عبادة ودعاء وتجهيز كل مايلزم للعيد والذهاب إلى السوق. والاهتمام الشخصي بزينتهن .

لذلك نلاحظ في أواخر هذا الشهر إقبال النساء على صالونات الجمال للبحث عن الكمال ؛ التزيُن وتبديل المظهر وإزالة هالات التعب والإجهاد ومحو شوائب الطبخ عن تلك الأنامل التي تفننت في أطباق رمضان وساءت من الغسيل والأعمال الصعبة، كان الله في عونهن وكتب لهن الأجر .

مايلفت الإنتباه بكثرة في هذه الصالونات – عدا المخالفات والإزدحام والأسعار التي تسرقك وأنت في غاية السرور والبهجة وكله يهون من أجل العيد أولا وتغيير الحالة النفسية للأفضل – أحاديث النساء ، وهي مثل حكايات ألف ليلة وليلة ، تظل مندهشا مما تسمع ومذهولا وعيناك مفتوحتان بشكل مرعب .

تجلس تلك العجوز وقد تأبطأت عصاها وقد ظننتها مرافقة لإبنتها فإذ بها تعمل مايسمى (Body Care) وهو برنامج للعناية باليدين والقدمين أعجبني اهتمامها بنفسها أدركت حينها أنني أضعت عمري بدون أن أدلل نفسي وأعمل (Body Care) .

تحدتث إليها العاملة العربية وقالت ( اليوم راح تطلعي من عنا عروس جديدة) ولكن العجوز متجهمة لاتتحدث وربما لم تعجبها تلك العبارة ، والمُزينة لاتستطيع أن تغلق ذلك الفم عن الحديث حتى نادتها إحدى السيدات وطلبت منها أن تغير القناة أو تغلق التلفاز فنظرت العاملة المرتبكة لتلك السيدة الأخرى والتي كانت تجلس على مقاعد الانتظار تتابع على مايبدو مسلسلها اليومي فقالت لها ممكن تخفضي الصوت ؟!

فتجاوبت معها وبكل سرور لكن السيدة الأولى امتعضت وأخذت تستغفر بصوت عالي وتتأفف بشكل ملفت للنظر. عُدتُ للعاملة التي لاتكاد تصمت برهة حتى تعاود الحديث مرة أخرى فسمعتها وبصوت خافت تخبر سيدة مبتهجة ومسرورة ( أنا راح اتزوج قريب اجاني عريس سعودي بس لساتي عم فكر بصراحة خايفة اقوله اني كنت متزوجة واولادي متزوجين بيروح ويتركني) !! عندها أنا من فتحت عينيها وأذنيها للحديث وأخذتُ أركز جيدا فيما تقول رغم أن السيدة المسرورة لم تعر كلامها أي اهتمام لكن ماتقوله تلك العاملة مخيف ويشبه تلك الأحداث في المسلسلات الخليجية المتضاربة الأحداث.

تلك السيدة على ذلك المقعد تتتحدث مع أخرى عن الخيانة وشكلها القاسي وطعمها المر وتلك الأخرى شرد ذهنها بعيدا لتتذكر قصة لجارتها التي عاشت تجربة حية عن الخيانة أدرتُ وجهي للجهة المقابلة فرأيت إحدى العاملات العربيات تشكي لإحدى زبائنها الكرام ألم الغربة والوحدة لتتحدث عن زوجها الذي يقوم مقامها في البيت فهو الاب والام والمربية والخادمة لتنهي كلامها مع تلك العميلة: زوجي مابيشتغل أنا رجال البيت . ومهما كانت تلك الأحاديث مهمة أو عقيمة أو متكررة على مدار العام فهي لاتتجاوز أحداث يومية في المنزل وعن الأهل أحاديث بسيطة و مثيرة .
أحاديث النساء عميقة الألم كثيرة في كمها لكنها مليئة بالعبر وهي أحد أسباب بقاء النساء كما حصل مع شهرزاد. [/JUSTIFY]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com