المحلية

الدفع أو مصادرة العدة !

الدفع أو مصادرة العدة !
بقلم :أحمد سعيد مصلح (الصحفي المتجول)

[JUSTIFY]مسكين هو ذلك المواطن الذي تكرمت عليه إحدى شركات الإتصالات لدينا وأهدته فاتورة هاتف قيمتها (50 مليون ريال ) حسب ما جاء في خبر نشر في بعض الصحف الإلكترونية مؤخراً وقال نص الخبر السار جداً (50 مليون ريال فاتورة هاتف نقال).. هذه ليست كذبة أبريل لكنها حقيقة شهدتها محافظة قلوة بتهامة الباحة، عندما ذهب المواطن (ع. الزهراني) لإستخراج إشعار فاتورة لهاتفه الجوال ليتفاجأ أنه مطالب بدفع 50 مليونًاً مقابل مكالماته. حيث أصبح هذا الخبر الشغل الشاغل لقبائل وشيوخ (للتويتريين والهاتشاقيين والفيسبوكيين ) وأثروه بتعليقاتهم – ولا أعلم بالضبط ماهو مصير هذا المواطن المكلوم والمصدوم بهذه الفاتورة التي تنافس ميزانية دولة نيكارغوا وهل لازال بخير أم أصابه ضر أو نوبة (قرف هاتفية) أو سكتة كلامية؟

ولو أن هذا الخبر قد يكون مبالغاً أو أن يكون الأمر مجرد غلطة مطبعية – وما أكثر الأخطاء المطبعية التي تحدث وضحيتها المواطن والمقيم والتي قد تؤدي بحياته نتيجة الصدمة والفاجعة التي تلقاها من الجهة المخطئة – كما حدث مع مواطن وصله إشعار بنكي من أحد المصارف لدينا يؤكد بأن رصيده هو 63 مليون ريال – فهرول المواطن مسرعاً نحو البنك وهو لا يصدق الأمر إذ قد يكون أحدهم قد علم بفقره المدقع وأنه من أصحاب الدخل المحدود والحيل المهدود ووضع له هذا المبلغ (63) مليون (يابلاش) ليمشي حاله به وليصبح من أصحاب الملايين بين لحظة وضحاها – ذهب إلى البنك مسرعاً وهو يحدث نفسه لربما تكرم سمو الأمير الوليد بن طلال بكرمه المعهود وتبرع بهذا المبلغ ولكنه سأل نفسه : ولكن لماذا يتبرع سموه بهذ االمبلغ الكبير بالنسبة لي والمتواضع بالنسبة لسموه وأنا لا علاقة لي بكرة القدم أو الفن والطرب !

دخل المواطن أو مايطلق عليه بلغة البنوك بالعميل( أسوة بالجواسيس) إلى البنك بغرض سحب كم مليون ريال لشراء منزل له ولأسرته وسيارة طراز (بنتلي) ولكنه فوجئ بأن الأمر لايعدو سوي غلطة مطبعية وأن رصيده هو (63) ريال بس! وهكذا عاد أدراجه وغادر البنك وقد ترك خفي حنين أمام مدير البنك!

العودة مرة أخرى إلى قضية المواطن الذي بلغت فاتورة هاتفه حاجز الخمسين مليون ريال – ولا أخالكم فإن معظم مشتركي الهاتف الجوال لدينا بدأوا يعانون من إرتفاع قيم فواتيرهم الشهرية حيث تضاعفت بشكل ملفت للإنتباه ومثير للإهتمام فمن كانت فاتورة هاتفه النقال للشهر الواحد ( فترة واحدة) لا تتجاوز المائتي ريال أصبحت اليوم تتجاوز حدود الستمائة أو الثمانمائة ريال مما إضطر كثيراً من المشتركين إلى الإضراب وعدم إستخدام الهواتف إحتجاجاً على هذا الإرتفاع الظالم في فواتير الهاتف التي باتت تقصم الظهر وترهق ميزانية المواطن(المدهولة) أصلاً – والأنكى من ذلك حين مراجعة مكاتب الإتصالات للإحتجاج على هذا الإرتفاع الفاحش تأتيك الإجابة جاهزة مجهزة( إدفع أولًاً ثم إحتج – أو كما قال عادل إمام : نشيل العدة) وبالتالي يضطر المشترك إلى الدفع حتى لا تصادر شركات الهاتف(العدة) فيصبح بدون (عدة )!

أحد المواطنين المشتركين قال : مكالماتي الهاتفية محدودة وكانت فاتورتي الشهرية لاتتجاوز المائتي ريال ولكني فوجئت بتضاعفها لتصل إلى الخمسمائة ريال فتخلصت من الهاتف ووضعته في صندوق الأمانات ولم أعد أتعامل معه ومع ذلك فوجئت بتسلمي لفاتورة قدرها أربعمائة ريال هذا وأنا مضرب ولم أتكلم – وتساءل هذا المواطن عن سر هذا الإرتفاع المفاجئ في أجور المكالمات – وهل تظن شركات الهاتف أننا نجري مكالمات مع البيت الأبيض أم ماذا ؟

كلمة أخيرة : يقولون والله أعلم أن شركات الإتصالات أخذت وبهذه الطريقة تغطي خسائرها بعد أن قدمت مليارات الريالات لرعاية بعض أندية كرة القدم وتلك مصيبة أما المصيبة الأعظم فهي ما يتردد على ألسن المواطنين من أن شركات الإتصالات لدينا تحتسب المبالغ الضائعة والتي لم يقم البعض بسدادها وتوزيعها لوجه الله تعالى وإضافتها إلى فواتير هواتف مشتركيها ![/JUSTIFY]

—————————————–

مقالات سابقة
[url]https://www.makkahnews.sa/articles.php?action=listarticles&id=29[/url]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى