
“خواطر قارئ”
[COLOR=#FF0000]بعدَدِ أنْفَاسِ الكُتُب[/COLOR] حسن محمد شعيب [CENTER][IMG]https://www.makkahnews.sa/contents/myuppic/0544bf7d3e4b23.jpg[/IMG][/CENTER] [JUSTIFY]هناك من وُلدُ وفي فمِهِ ملعقةُ الذّهَب ، وهناك مَنْ ميلادُهُ بينَ صفحاتِ الكُتُب ، والإنسانُ ابنُ أرضهِ والطّبْعُ وَريثُ الأدَب ، وهكذا هي الحياةُ ترسُمُ ملامِحَنا على جُدْرانِ الزّمَن ، والمرْءُ على الخيَارِ بعدَ ذلك في نفْسِهِ لِمَنْ غلَب !ما بينَ قلْبِ صفْحةٍ وأخواتها أبوابٌ للمعْرفة تُفتحُ ، وتَحوّلٌ في المَسَارِ مِنْ حالٍ إلى حال ، حتى إذا كانتْ الورقةُ الأخيرة ؛ انطوى عقلُكَ على حياةٍ بينَ الكلماتِ عِشْتَها سُوَيْعاتٍ تضمّها إلى عُمرِكَ الفاني بمرورِ الأيام ؛ لتجدَ نفسَكَ قد عمّرتَ فوق المعمّرين بحيَوات طِوَال ولم تقطعْ من العمرِ السّنين .
تأخذُ بداياتُ الأعوامِ ونهاياتُها وَقْعَها لدى كثيرٍ من الناس ، ما بينَ مُحَاسَبةٍ مَاضِيَة وآمالٍ مُرْتَقَبَة ، وتستمرُّ دائرةُ العَيْشِ عاماً بعد عام إلا أنّ مِيلادَ النّفْسِ ونقطة انطلاقِ الدّورةِ الجَديدة تختلفُ منْ شخصٍ لآخر ؛ فهناكَ مَنْ يُولدُ بالعام أكثرَ من مرّة ، ومن يجمَعُ إلى حياتهِ أرواحاً تَتْرَى ؛ اجتمعتْ أنفاسُها في صدره ، واعتمرَتْ أصداؤها في فِكْرِه ؛ متنقلاً في بَرَازِخِها بين ذواتٍ تالِدَة خَالِدَة .
عامٌ يُولدُ على كتاب ، ويُختمُ بكتاب ، ويعيشُ مع كتاب ، ويمشي برفقة كتاب ، وينامُ على كتاب ، ويستيقظ على كتاب ، ويفرحُ بكتاب ، ويحزن على كتاب ، ويشتاقُ كتاباً ، ويُهدي كتاباً ، ويفقدُ كتاباً ، ويتنهّدُ كتاباً ، ويحتضنُ كتاباً ؛ عامٌ ينامُ على السُّطور ، يتوسّدُ الكلمات ، يلتحِفُ غشِاءَ الفِكْرَةِ من الجِلْدَة إلى الجلدة ، يتفيّأ ظِلالَ صفحاتِها .. عامٌ مضى بعَدَدِ أنفاسِ الكتب ؛ عامٌ تجلّى بأعلى مقامات الرّتب .
كل عامٍ والكتابُ أغلى حبيب .. كل عامٍ والقراءةُ خيرُ طبيب .. كل عامٍ وللقراءة والكتاب في اهتمامات الشباب والشابات أعظمُ نصِيب .
[COLOR=#FF0000]* آخِرِ خَطْرة :[/COLOR]القراءة أجمل حياة يُضيفها الإنسان إلى عمره ؛ لذلك حينما سُئِلَ العقادُ عن السبب الذي يجعله لا يتوقف عن القراءة ؛ قال : “حياة واحدة لا تكفيني”..!
[/JUSTIFY]
[email]Shuaib2002@gmail.com[/email]