المحلية

مكافأة الإرهابي تحريض علي الإرهاب

مكافأة الإرهابي تحريض علي الإرهاب
عبدالله فراج الشريف

[JUSTIFY] منذ نشأة هذه الآفة في أرض المسلمين لأول مرة منذ زمن الخلافة الراشدة عندما خرج علي المسلمين من يكفر خاصتهم ثم يلحق بهم العامة، فتستبيح قتالهم وأخذ أموالهم واستباحة أعراضهم، ممن عرفوا آنذاك بالخوارج الذي حذر سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منهم وأمر بمواجهتهم وقتلهم إذا ظهروا، وجعل جزاء ذلك الجنة، والأمة تُعاني من ظهور جماعات تدعو بدعوتهم وتسير علي نهجهم بين الحين والآخر، تُقاتلهم الأمة حتى إذا ضعفت شوكتهم واستكانوا للقوة التي واجهتهم اختفوا ليعملوا في السر ويتحينوا الفرصة للظهور مرة أخري، ومنهم في زماننا من يجدوا أعوانًا لهم بيننا فسوف يخذلوا الناس عنهم بدعاوي ما أنزل الله بها من سلطان، كدعوى أن سبب خروجهم إنما هو ما رأوا من مظالم، أو ما استباح الأعداء من دماء المسلمين وأراضيهم، رغم أن هؤلاء ما عهد لهم قتال عدو قط، وصفوا بأنهم لم يقتلوا الأعداء وإنما يقتلون المسلمين، يدعون الكفار ويقتلون المسلمين، فلا عدو لهم سوى الإسلام وأهله، وإذا برر لهم ما يفعلونه بالمسلمين بمثل هذا ظهر من يقول إنهم عصبة من الشباب حسنوا النية، ظنوا أنهم بهذا يثأرون لإخوانهم ممن قتلوا ظلمًا، وكلها افتراءات تعينهم على فعلهم الشنيع وتثبط الهمم عن قتالهم وما أسوأ هذا من منهج عقيم، وكلمات شوهاء يُراد بها الباطل.

وقد رأينا أن بعض هؤلاء الخوارج إذا قبض عليهم وعوقبوا، ثم خرجوا من السجون معلنين التوبة اتخذهم الإعلام خبراء كما يزعم في الجماعات الإسلامية المنحرفة الضالة (إخوانهم الخوارج) وغالبهم ممن لم يكن لهم تأثيرًا في داخل هذه الجماعات وإنما هم من المهمشين فيها وإلا لما خرجوا عنها، وإنما هو باب رزق فتح لهم، وإذا أصغيت لما يقولون أو قرأت ما يكتبون علمت أنهم لايعلمون شيئًا في الحقيقة عن هذه الجماعات أو تخطيطاتها، وكان الأولى ألا يكافئوا علي انضمامهم إلى هذه الجماعات فتفتح لهم أبواب الإعلام ليثبطوا الهمم عن قتالنا لهذه الجماعات من الخوارج بما يقدمون من معلومات وهمية عنها فيصدقهم الناس وهم لايعلمون عنها شيئًا ، وإذا كانت توبتهم مقبولة عند الله فليكفروا عما صنعوا بالتحاقهم بهذه الجماعات بعبادة ربهم والابتعاد بعض الوقت عن التأثير في المجتمع، خاصة وأننا بدأنا نرى بعضهم ينحرف إلى طرف أشد غباء من الخوارج، وهم الذين يريدون أن يحاربوهم ببث أفكار الإلحاد بين شبابنا.

فعلينا ألا نفتح الباب علي مصراعيه لهؤلاء ليفسدوا أكثر مما أفسدوا حتي الآن .وعلينا ألا نتيح لأي إرهابي حتى وإن أظهر التوبة خوفًا أن يكافئ علي خروجه علينا واتباعه لباطل جماعته بضمه إلى صفوف من يدافعون عن الأوطان مخلصين فلن يزيدهم إلا خبالًا. وفي السجون يجب ألا يكافئ هؤلاء الخوارج بما نسمعه اليوم من تحسين أوضاع السجون لهم حتى يصرح البعض أنها تشبه الفنادق الخمسة نجوم، فالسجن عقوبة ولابد أن يشعر هؤلاء بقسوتها حتى إذا خرجوا لم تحدثهم أنفسهم بالعودة لما كانوا يفعلونه من البشاعات بجثث المسلمين.

كما لايجب أن يعانوا بأي لون من العون حتي وإن أظهروا التوبة، فنحن نعلم يقينًا أن الخارجي مهما تغير ظاهرًا يعاود الخروج لامحالة مالم تكن عقوبته رادعة، يحس ألامها في القرب والبعد، فهم فئة غلاظ أشداء علي من خالفهم، فلنتقيهم بقتلهم إذا قدرنا عليهم في ساحات المعارك وإذا أسرناهم بشدة العقوبة لا بمكافأتهم ليعودوا إلى ممارسة أفعالهم القبيحة الذميمة، وهذا لايعني أنه لاتصح لأحد توبة فالله يقبل من عبادة التوبة حتي لو ارتدوا ثم عادوا إلى الإيمان، ولكل ليس للتوبة جزاء إلا عند الله، أما الخلق فينتصفون ممن ظلمهم بالقتل والتدمير والتكفير والاعتداء علي الأموال والأعراض، فليطلبوا ثواب التوبة من الله لاممن ظلموهم، ذلك أننا لن نقضي علي هذه الآفة بأي نوع من التهاون أو التراخي خاصة ونحن نرى بحور الدم تتفجر من حولنا في كل مكان.
فاللهم احمِ هذا الوطن من كل من أراد به سوءًا ورد كيده في نحره يا سميع ياعليم .[/JUSTIFY]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى