المقالات

احترموا قرارنا

معنا أو ضدنا لا يهمنا .. فقط احترموا قرارنا
طارق عبد الله فقيه

[INDENT]حظيت السعودية على مدار عقود مضت باحترام وتقدير دول العالم لسياستها المتزنة التي تقوم على احترام الجميع دون استثناء ، وعدم التدخل في شؤون الآخرين ، مع عدم السماح للآخرين بالتدخل في شؤونها . والتزامها الدائم بمسئولياتها الدولية والإسلامية والعربية . وتواجدها الفاعل في كل المحافل التي تعنى بالإنسانية وتخدم السلام والسلم العالميين .
كل هذا مع حكمة وصبر كبيرين اتسمت بها دبلوماسيتها في اتخاذها لقراراتها ، بما يخدم مصالحها ومصالح أمتها ، ولا يضر بمصالح الآخرين ، أو يؤثر على الأمن والاستقرار العالمي .

كل ذلك مع قيامها بما تراه واجباً عليها في اعمار البلاد المتضررة من جراء الحروب أو الكوارث الطبيعية ، وحرصها الدؤوب على استقرار الاقتصاد في العالم لما لها من ثقل اقتصادي ولو على حساب التضحية ببعض مكتسباتها الاقتصادية .

وعندما أراد الآخرون تجاهل مكانتها والمساس بعقيدتها والتعامل معها كالحلقة الأضعف في سلسلة المتغيرات التي عصفت بالعالم ، دون احترام لثقلها الديني كدولة تضم أقدس البقاع الإسلامية وعلى أرضها قبلة جميع المسلمين في كل أنحاء المعمورة .

كان لا بد للسعودية ولزاماً عليها أن تغير سياستها ، وتتعاطى مع المتغيرات بما يتناسب وظروف المرحلة ومتغيراتها .
وكان قادتها على الموعد ، وتحركوا في الوقت المناسب ، واتخذوا القرارات التي تحفظ للأمة عقيدتها من العبث أو التلاعب والتبديل ، ويحفظوا للوطن بمفهومه الواسع أمنه واستقراره وحدوده وشرعيته .

وكنا على يقين أن الكثير من دول العالم سواء كانت دولاً عربية أو إسلامية أو دولاً أخرى في العالم ستقف في صفنا وتؤيدنا وستدعم موقفنا ، ولم نكن غافلين عن أن البعض سيقف ضدنا ولن يعجبه موقفنا وتحركنا ، خدمة لمصالحه أو مصالح حلفائه ، أو عداوة بغيضة لديننا وأمتنا .

ونحن بطبيعة الحال لا نملك عصا سحرية تحرك الجميع لصفنا ، وتضمهم لتحالفنا . ولن نطلب منهم فوق طاقتهم وقدراتهم ، ولن نحرج أحداً ولن نفعل ، ونتمنى منهم أيضاً أن لا يطلبوا منا أن نقدم لهم فوق طاقتنا في قضاياهم إذا تعارضت ومصالحنا وسياستنا ، ولا أن يطلبوا دعمنا المستمر والمؤثر لقضاياهم إذا ما كان يؤثر على قضايانا واستقرارنا !!

لكننا نأمل من الجميع وهذا حق لنا كما هو حق لغيرنا أن يحترموا قرارنا في حفظ أمن أوطاننا واستقرارها والدفاع عن سلامة أراضيها ضد تدخلات الغير وعبثهم وفسادهم .

ورسالتنا للجميع : لا يهم إن كنتم معنا أو ضدنا ، فهذا شأنكم ، ولكن احترموا قرارنا في حماية أوطاننا لأن هذا شأننا ..[/INDENT]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com