المقالات

دماء مسفوحة

 عصم الله الأنفس من القتل إلّا بالحق ، وجعل النفس البشرية عالية المكانة ، فقتل المسلم بغير وجه حق أمره عند الله عظيم ، فلهدم الكعبة حجرًا حجرًا أهون عند الله من قتل مسلم بريء، ولعل الحوادث التي شهدتها الساحة مؤخرًا تنبيء بنذر جسيمة ، وعواقب خطيرة ، فقد شهدت مملكتنا حوادث متفرقة لربات البيوت، وربما أطفال صغار قضوا نحبهم تحت شفار الغدر من مخدوميهم ، والسؤال الذي يبادرنا ما السبب وراء إقدام العاملات على القتل ؟ ولماذا تتكرر الحوادث دون أدنى مسؤولية ؟ هل من المعقول أن تأتي الخادمة من بلدها لتنهي حياتها في وطن غريب؟ هل المجتمع السعودي بهذه القسوة والتوحش والبعد عن الدين لظلم أولئك ؟ هل قبلة المسلمين تخلو من القلوب الرحيمة ؟

لعل الإجابة على هذه الأسئلة تقبع خلف محاضر التحقيق ، بالأمس القريب شهدنا حادثة قتل راحت ضحيتها زوجة أكاديمي متقاعد من جامعة أم القرى ، وهذه المرة لم يكن الجاني واحدًا ؛بل اثنتين من الجنسية الفلبينية ، وتكرار الحوادث المؤسفة دون الحيلولة لوقوعها أمر مرير ، والدافع لارتكابها مبهم بعض الشيء ، فمتى نعي لأنفسنا وندرك الخطر المحدق ببيوتنا ؟ علينا مراقبة الله في تلك الفئة من الناس التي أمرنا ديننا بالرأفة بهم ، ثم الوفاء بحقوقهم كاملة دون نقصان ، ينضاف إلى ذلك الإحسان إليهم وعد اجهادهم فوق طاقتهم فهم بشر ، وكذلك مسألة الأمور المالية فالوفاء بها مبدأ إسلامي ، فليس من المعقول أن تقدم الخادمة على القتل دونما أسباب ودوافع !!! وقد رأيت بعيني إزدراء بعض الأسر لمخدوميهم حتى ضاقت بي الأرض ذرعًا ، فما بالكم بمن هو غريب ؟ أنا لا أدافع عن التصرف ولكن أبحث عن الأسباب لعلاجها وتخليص المجتمع من وطأتها .

نعم رأينا حالات وربما تكون شاذة وقليلة رصدتها كاميرات البيوت لخادمات “ساديات ” -إذا صح التعبير- قمنَ بضرب الأطفال الرضع وركلهم والركض على أجسادهم الصغيرة ، هذه الحوادث لاتجعلنا نعمم على الجميع ، وإنما نحذر ونراقب الله ونعاملهم بوعي.

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى