المقالات

من مشاهداتي في سجون جدة

السجن مكان مغلق ومنعزل عن المجتمع يقيم به شخص مذنب ينفذ عقوبة أصدرتها المحكمة عليه بموجب حكم شرعي إما لأنه يشكل خطرا على المجتمع أو النظام وإما لأنه مدان بحق عام أو خاص والمشاهد أن السجون لدينا دائما ما نراها محاطة بجدران ضخمة وعالية وأسلاك دائرية شائكة وبوابات حديدية وأبراج عالية للحراسة وكاميرات مراقبة فضلا عن حراس أمنيين بأسلحة نارية وهو ما شاهدناه أنا ومجموعة من الإخوة الكتاب والإعلاميين من الذين كان لنا شرف زيارة سجون محافظة جدة وتحديدا يوم ١٩ ربيع الأول وبدعوة خاصة من المديرية العامة للسجون .
والحقيقة فإن ما سمعناه من المسؤولين وما شاهدناه في إصلاحية جدة والتي رأينا فيها صرحا عملاقا يبعد ٢٠ كيلا شمال جدة ويتكون من خمس مناطق إصلاحية حديثة تحتوي كل منطقة سجنية على ثمان وحدات وكل وحدة تحتوي على جناحين ولكل منطقة سجنية خدماتها المرتبطة بها وفيها شاهدنا عيانا المدارس والمكتبات تحت إشراف الوزارة وتنقلنا بين الملاعب والحدائق ووجدنا
الورش والمعامل التي تشرف عليها المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وقد روعي في تصميمهاالطرق الحديثة والأجهزة المتطورة لشغل أوقات ومواهب معظم النزلاء
وهناك كما لاحظنا تغيرت حتى المسميات فالسجين تحول إلى نزيل والسجن إصلاحية والعنابر إلى وحدات وأجنحة دخلنا بعضها من دون تحديد وانفردنا بالنزلاء حتى في غرفهم وتحدثنا معهم وسمحوا لنا حتى بدخول القسم النسائي كما طلب بعض الإخوة واستمعنا من إداريات هذا القسم وذكرن أن ٩٨٪‏ من النزيلات غير سعوديات ٠
ويقول المسؤولون بهذه الإصلاحية إن معظم سجون المملكة أصبحت ورش عمل لا تهدأ وبرامج توجيه لا تتوقف لأن نزلاؤها ماهم إلا ضحايا ظروف نفسية أو إجتماعية أو سلوكية
ولذا فمعظمهم يحتاجون إلى عناية ورعاية
إن ما ذكره الإخوة القائمون على إصلاحية جدة( للمحكومين ) وما ذكره لنا الإخوة في السجن العام ( للموقوفين ) قد سرنا كثيرا
وزاد من سرورنا ما يقدمونه من خدمة لأولئك النزلاء للاستفادة من هواياتهم أومهاراتهم وهم يخرجونهم من دوائر الرعاية إلى العمل
ومن الحاجة إلى الإنتاج ويساعدونهم بالتواصل مع الجمعيات الخيرية أو تواصلهم أيضا مع بعض الجهات الحكومية لتوظيفهم بعد الخروج وليس من سمع كمن رأى !
صحيح إن الحرية هي الفطرة التي فطر الله الناس عليها وأن قضبان السجن مهما كانت جميلة فالحرية أجمل ولكن من باب إنساني ونفسي ولكي لا يفقد السجين حريته كاملة
كلما تذكر طعم الحرية أو شعر بقسوة القيود
وإلا فمن المعروف أن وزارة الداخلية وهي تطبق أعلى المعايير في الأنظمة الأمنية والقانونية قد سبقت الكثير من الوزارات والهيئات في استخدام تلك التقنيات الالكترونية والخدمية وجل من لا يخطئ
فشكراً لوزارة الداخلية وشكرا للمديرية العامة للسجون وشكرا لكل إدارات إصلاحية جدة !!!

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. مقدمه المقاله لم توفق فيها يا دكتور
    وتعريفك للسجين بأنه شخص مذنب
    فهل كان يوسف عليه السلام مذنبا ؟
    وهل مقولة يا ما في السجن من مظاليم خاطئة !

  2. كا شاء الله يا دكتور، معلومات قد نكون جديدة عن الكثيرين بخصوص المسميات الجديدة وما يقدم للنزلاء من برامج ورعاية، اشكر لك هذا النقل الجميل،، مع ان الحرية لا تشترى بمال الدنيا، نسأل الله أن يفرج عنهم أجمعين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى