أحمد حلبي

ليس تخبطا بل مصالح خاصة

 

تحت عنوان ” مؤسسات الطوافة بين تخبط الحاضر وغموض المستقبل ” كتبت الدكتورة وفاء محضر مقالا عبر هذه الصحيفة تناولت من خلاله ” ما يعتري مؤسسات الطوافة من تخبط يكتنف حاضرها وغموض يحيط بمستقبلها ” ، مستندة في قولها على دعوة مجلس ادارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية أعضاء الجمعية العمومية ، لاعتماد الحسابات الختامية والميزانية العمومية عن موسم حج عام1437هـ والمنتهي في 29 / 2 / 1438 هــ ، والموافقة على تعديل مكافآت رئيس ونائب وأعضاء مجلس الإدارة ، وإقرار التأمين الصحي للسادة أعضاء مجلس الادارة .
ومثل هذه البنود قد يمكن المرور عليها دون توقف غير أن ما أوقفني قول الدكتورة وفاء ” ما الذي تم إنجازه من البرنامج الموحد لمجلس الادارة المعتمد من وزارة الحج منذ اكثر من عامين؟ ”
وهنا أسأل الدكتورة وفاء هل تم اقرار برنامج العمل الموحد لمؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ؟
ان كان قد تم اقرار البرنامج فلماذا لم يتم اقراره ببقية المؤسسات ، فمؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا ، حتى اللحظة لم نسمع أو نقرأ عن اقرار أي برنامج عمل موحد لها ، الا ان كانت وزارة الحج والعمرة هي من اطلعت عليه وأقرته ، فهنا نقول ليس من حق الوزارة اقرار البرنامج دون موافقة أعضاء الجمعية العمومية ، لأنها لو فعلت هذا فإنها ستكون مخالفة للائحة التنظيمية لانتخابات أعضاء مجالس ادارات مؤسسات أرباب الطوائف التي أصدرتها !
أما ما أشرتي اليه يا دكتورة بقولك ” ماذا قدم مجلس الادارة من إنجازات تستدعي رفع رواتب أعضاء المجلس و مكافآتهم؟ ”
فهنا أقول بأنه يمكن تجاوز هذا المطلب أيضا والموافقة على زيادة رواتب ومكافآت أعضاء مجلس الادارة ان كانوا ملتزمين بالحضور على مدار العام والتواجد والعمل خلال موسم الحج ، أما ان كانوا لا يتواجدون الا باجتماعات مجلس الإدارة ليتقاضوا مكافآتها ، فبأي حق يحصلون على مرتبات شهرية ومكافآت سنوية ؟
ولنا فيما يحدث داخل أروقة مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا ما يثبت ذلك ، فالرئيس لا يحضر نهارا وحضوره مساء كل يوم ملزم ، أما النائب فلا يحضر نهارا ، فيما نرى عضو مجلس الادارة المشرف على الشئون المالية لا يتواجد عادة الا ساعة أو ساعتين ، وهناك عضوان لم نر لهما أي تواجد طوال العام ، ولا انجاز في موسم الحج ، فبأي حق يتقاضون مكافآت مالية شهرية وسنوية ؟ .
وارجو ألا نضع اللوم دوما على وزارة الحج والعمرة فالوزارة لا تستطيع حتى لفت نظر هؤلاء الأعضاء وغيرهم ، ولا نعرف أسباب ذلك ، وقد ثبت هذا حينما قام وكيل الوزارة لشئون الحج خلال موسم الحج الماضي بجولة على مؤسسات الطوافة وثبت لديه عدم تواجد أي من الرئيس أو النائب أو عضو مجلس ادارة ، ولم يستطع حينها كتابة لفت نظر !
ولو أن فرقة من فرق المتابعة والمراقبة بالوزارة سجلت تواجد عضوان بمكتب الخدمة الميدانية ولم تجد الرئيس أو نائبه لرأينا المحاضر المسجلة بحق رئيس المكتب ودفاتر التحقيق .
واتفق معك يا دكتورة في قولك ” في اعتقادي أن مجلس الادارة سيجد صعوبة في تقديم إجابات مقنعة للتساؤلات أعلاه ” ، لكني أختلف معك في قولك ” لذا فإنني أتوجه بخطابي إلى صاحب المعالي وزير الحج و العمرة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن حيث نأمل أن يوجه معاليه مجلس ادارة مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية بعدم ادراج بندي التأمين الطبي و تعديل مكافئات السادة أعضاء مجلس الادارة إلا بعد إقرار مكاتب الخدمة الميدانية لتحقيق الشفافية وسلامة الإجراءات ” لأن الوزارة لن تعمل شيئا يخالف رأي ومطلب السادة رؤساء وأعضاء مجالس الادارات ، وترى ـ أي الوزارة ـ أن أعضاء الجمعية العمومية لا يحق لهم ابدأ رأي أو حتى طرح نقاش .
وما يحدث في بداية اجتماعات الجمعيات العمومية من مخالفات تتمثل في مطالبة عضو الجمعية العمومية بالتوقيع بالموافقة على البنود المطروحة قبل انعقاد الاجتماع ، اضافة الى فتح الأبواب والسماح لكل من هب ودب بدخول قاعة الاجتماعات وهو ما يتنافى مع نظم انعقاد الجمعية العمومية ، يؤكد أن اجتماعات الجمعية العمومية مجرد اجراء روتيني ، وليست اجراء نظامي متبع بكافة المؤسسات والهيئات والشركات .
ولعل أبرز المخالفات الحالية التي بدأت تظهر بوضوح داخل أروقة بعض مؤسسات الطوافة ، مخالفة نظم العمل والاقامة ، وهنا أسأل الوزارة كيف تسمح بمخالفة نظم العمل والاقامة ، داخل اروقة المؤسسات ، وكيف تسمح للعمالة الوافدة بتصديق عقود اسكان الحجاج ؟
وان كانت الوزارة تسمح لمجالس الادارات بتجاوز أنظمتها ولوائحها ، فهل يحق لها أن تتجاوز أنظمة الدولة ولوائحها ؟
ان ما تحتاجه مؤسسات الطوافة الآن احترام أنظمة الدولة ولوائحها ، وليس الالتزام بلوائح وزارة الحج والعمرة ، فقد تيقنا بعدم التزام المؤسسات بلوائح وأنظمة وزارة الحج والعمرة .
قال تعالى } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا { سورة النساء: 29-30
أحمد صالح حلبي

أحمد صالح حلبي

كاتب مهتم بشؤون الحج

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً على عصام الثقفي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى