
مكة – نسرين الزهراني – الدمام
الجميع في بلدان الخليج العربي يشاركون الأطفال “قرقيعانهم”، بل حتى المؤسسات الرسمية والجهات الشعبية والمناطق السياحية تعد برامجَ لهذه المناسبة، إنه طقس خليجي مرتبط بذاكرة الأرض والأجداد وتاريخ الوطن، هكذا يرونه، ولأجله يبتكرون طرقاً مختلفة للاحتفال به.
تختلف تسميات المناسبة من بلد خليجي لآخر، ففي الكويت والسعودية اشتهرت بـتسمية “قرقيعان”، و”قرقاعون” في البحرين، وفي قطر و”قرنقعوه”، أما في سلطنة عُمان فعرف بـ”القرنقشوه”.
وتخصص ليالي الـ”13 و14 و15″ من شهر رمضان لإحياء المناسبة، وفيه يطوف الأطفال في الشوارع بين الدور السكنية وهم يرددون الأهازيج الخاصة المتعارف عليها، حاملين أواني يضربون عليها بمواد صلبة لأجل إصدار صوت معروف يتوافق مع نغم أهازيجهم.
الغاية من تلك الأهازيج والضرب على الأواني أن يجمعوا الحلوى من الناس، يعبئونها في حقائب من القماش ثم يتقاسمون ما جمعوه بعد الانتهاء، ويشارك في هذه المناسبة الأطفال الذكور والإناث، وفيما يردد الذكور أهازيجهم، فللبنات أهازيجهن الخاصة أيضاً، والغاية واحدة.
أهازيج القرقيعان تختلف من بلد لآخر، ففي المملكة العربية السعودية ، بالمنطقة الشرقية يقول الأطفال:
قرقع قرقع قرقيعان
أم قصير ورمضان
عطونا الله يعطيكم
بيت مكه يوديكم
يوديكم لأهاليكم
ويلحفكم بالجاعد
عن المطر والراعد
وفي قطر يهزج الأطفال بفرح مرددين:
قرنقعوه قرقاعوه
عطونا الله يعطيكم
بيت مكه يوديكم
يوديكم لأهليكم
يا مكه يالمعموره
يا أم السلاسل والذهب يانوره
عطونا دحبة ميزان يسلم لكم عزيزان
عطونا دحبة ليفه يسلم لكم خليفه
اقرأ أيضاً :
ميزانية البيت برمضان.. العادات الاستهلاكية تربك اقتصاد الدول
وفي الإمارات يهزج الأطفال بالقول:
أعطونا الله يعطيكم
بيت مكة يوديكم
جدام بيتكم وادي
والخير كله ينادي
أعطونا من حق الله
والله والله الرازق
وفي الكويت ينشد الأطفال:
قرقيعان وقرقيعان بين اقصير ورمضان
عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام
يالله تخلي ولدهم يالله خلي لأمه يالله
عسى البقعة ما تخمه ولا توازي على أمه
أما أهازيج القرقيعان في البحرين:
سلم ولدهم يا الله
وخله لأمه يا الله
اييب المكده يا الله
ويحطها في جم امه
يا شفيع لأمه
وفي السلطنة ينادي الأطفال بهذه الأهزوجة:
مرنقشوه يوناس
عطونا شوية حلواي
دوس دوس في المندوس
حاره حاره في السحاره
المناسبة كانت فرحة للكبار يخرجون ليشاهدوا الصغار، ويشاركونهم فرحتهم بإعطائهم الحلوى، كما أن الصغار من الذكور والإناث يرتدون ملابس تراثية خاصة، وينطلقون لأداء طقوس القرقيعان بعد صلاة المغرب.
وتفيد المعلومات التي أرشفها المختصون بأن تسمية “قرقيعان” لها معنيان، الأول مصطلح يعرف بأنه من “القرقعة” وهي الأصوات التي يصدرها الصغار من جراء الطَّرْق على الأواني والطَّرْق على الأبواب في سبيل الحصول على انواع من المكسرات والحلويات.