المجتمعلقاءات رمضانية

حارس أحد «الرشيدي» :في ساحة إسلام كاد مدافعنا يجيب العيد

(مكة) – حوار عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي

تواصل صحيفة مكة الإلكترونية لقاءاتها الرمضانية ، والإلتقاء بعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة لنستعيد معهم ذكريات الماضي وبداياتهم العملية في تلك الحقبة الزمنية الهامة .

ضيفنا اليوم الكابتن الأستاذ مهنا بن سبيل الرشيدي، نتعرف على بعض الجوانب من حياته العملية.

– في البدء نتعرف على ابن المدينة المنورة.
مهنا بن  سبيل بن عابد الرشيدي. مدرس متقاعد بعد خدمة ٣٦ عاما.
-في أي حارة كانت نشأتكم؟
2 -نشأت في حارة باب الشامي المعروفة، وبالتحديد بطلعة باب الكومة.
-أين تلقيتم تعليمكم ؟
3-تلقيت تعليمي الابتدائي في مدرسة النجاح الابتدائية  النموذجية لقربها من حينا، وكانت تقع في ذلك الوقت بجوار مسجد السبق، ثم درست المتوسطة في متوسطة الإمام علي بن أبي طالب في حي النصر، في ملعب التعليم،ثم درست في معهد العلمي للمرحلة الابتدائية وكان تحديدا يقع في طريق سيد الشهداء ،  وتخرجت منه عام ١٣٩٠هـ .
-ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟
-محبة الجيران و ألفتهم، وتكاتفهم مع بعض، و ذكريات الطفولة ، و البساطة التي كانت تلف الجتمع في ذلك الوقت ، وتعاون الجيران مع بعض و محبتهم لبعض .
– في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية..ماذا كنتم تأملون في حينها ؟
5 -كل إنسان في مرحلة صباه.. يتمنى أحلاما كبيرة، فكنت أتخيل نفسي ضابطا
أو معلما أو موظفا حكوميا ذي سلطة أو لاعبا مشهورا،ووفقني الله تعالى أن أصبحت معلما.
– تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة.. ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت ؟
أهم شئ في التربية في ذلك الوقت أن الصغير يحترم الكبير، ويتعلم أمور الدين، و الصلاة  ويحفظ ُسَور من القرآن ، و أنه في مدينة الرسول صلى الله عليه  وسلم.. فيجب عليه أن يتأدب بآداب هذه المدينة حتى أن الجار يربي ابن جاره إن رآه مخطئا، وعلى الكرم و التأدب مع جميع الناس واحترامهم.
-في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المدنية في تكوينها ما أبرزها ؟
التسامح، واحترام الناس.
الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس.. ماهي الأمثال التي لا زالت باقية في الذهن؟ ولماذا ؟
الأ مل سراب يحققه العمل” بمعنى أنه مهما كان الهدف فمع الاستمرار ،و الإصرار في إيجاده.. فهو ممكن . وهذا نقيض اليأس.
الحياة الوظيفية..أين كان لشخصكم القدير أولى محطاتها؟ وآخرها ؟
-عندما تخرجت عام ١٣٩٠ عينت مدرسا في قرية الشويمس في حائل لمدةسنتين،
ثم عدت إلى المدينة عام ٩٢هجرية.. وعينت في مدرسة القبلتين واستمريت حتى عام ١٤٠١ هـ ، ثم عينت في مدرسة النجاح النموذجية حتى عام ١٤٢٦هـ وكانت مفارقة عجيبة حيث بدأت الدراسة الابتدائية في النجاح وانتهيت فيها !.
 -شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها.
كان شهر رمضان بالنسبة لنا يعتبر عيدا من أوله لآخره في النهار صيام، وباليل نذهب للتراويح ،ثم نبدأ بالتجمع في الحارة حتى الفجر.و بالنسبة لمواسم الحج فكانت فرصة للعديد منا بالعمل،    و كسب أجرا قديكفيه للسنة كاملة،وكانت مساعدة الحجاج و سد حوائجهم أمرا مهما لنا فقد كنا كالكشافة في هذه الأيام.
-تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة.. كيف كان سابقا دور العمدة في الحارة ؟
العمدة في الحارة في ذلك الوقت كان المعرف لسكان الحارة ،و يشارك في حل المشاكل بينهم ،وفي الأعياد يقيم كل عمدة مقرا للاحتفال في الحارة واستقبال  الأهالي فيه ليحتفلوا بالعيد.
-القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة؟
-أتذكر جارنا الشيخ حامد روق ، والشيخ علي الطوري، والشيخ أحمد فرج، و الشيخ حامد شعيب ، و ناس كثر
كان لهم حضورهم الميز في الحارة.
-هل تتذكرون موقف شخصي حصل لكم ولا تنسوه ؟
13 -وفاة والدتي ‘رحمها الله- في شهر رمضان المبارك كان أكبر مؤثرا علي في حياتي.
-المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة..هل تعرفونا على بعض منها ؟
بما أني كنت حارس مرمى لنادي أحد و مدرسا في نفس الوقت.. كان التلاميذ في مباريات الدوري ينتظروني عند باب الملعب؛ لكي أدخلهم لأن بعضهم لا يملك المال الكافي لتذاكر الدخول فكنت نعم المناصر لهم إما الدخول معي في نفس باص النادي أو أشتري التذاكر لهم. وكنت أفرح برؤية السرور على وجوههم .
-كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة للناس في كل مكان.. ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في ذلك الوقت؟ وما أثرها على المجتمع آنذاك  ؟
-أجهزة الراديو والصحف كان لها النصيب الأ كبر آنذاك ، وهي بالتأكيد تعتبر بطيئة بالنسبة لوسائل اليوم،
ثم في عام ١٣٨٤ هـ أتى التلفزيون و غير كثيرا في مجرى حياة المجتمع وثقافتهم.
– تظل للأفراح وقفات جميلة لاتنسى في الحارة..ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة..؟ وكيف كانت ؟
يقوم أهل الفرح عادة بفرش الشوارع و تزيينها و يشارك الجيران والأهالي بإحضار جميع ما يستطيعون من دلال، وأباريق،ومناقل للنار، وكاسات وجميع المستلزمات كل حسب ما عنده، ثم يكلف الشباب بالاستضافة، وصب القهوة، و الطبخ يكون بجوار مكان الحفل، و بعد وجبة العشاء يبدأ فن الطرب أو القلطة أو إحضار سينما في بعض الأحيان.
-الأحزان في الحياة سنة ماضية.. كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها ؟
كان الأهالي إذا حدث مكروه لأحد من مرض ،أو وفاة  يتزاورون مع أهل ذلك البيت ويساعدونه ويلبون كل ما يحتاجه.
-الأحداث التأريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتموها.. هل تتذكرونها؟ وما الأبرز من تفاصيلها ؟
أتذكر تولي الملك فيصل-رحمه الله- الحكم، وحادثة الحرم المكي الشريف عام ١٤٠٠ هـ، واحتلال الكويت وتحريرها ١٤١١هـ،ـ ونزوح أهالي الكويت.
-ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة باب الشامي؟
-كانت الألعاب الشعبية تتغير مع المواسم، ومن أمثالها التزقير التي تشبه لعبة البيسبول، وأيضا لعب البيت، ولعبة الدحل،  والمزاويك و لعبة عقب عقوب.
-هناك مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه لو كان الفقر رجلا لقتلته.. هل تروون بعضا من قصص الفقر المؤلمة ؟
الحمدلله  لم أرى أي حالة فقر في المدينة المنورة! 
-ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة ؟
أين أنتم ؟ وحشتونا ، الله يرحم الأموات، ويطيل عمر الأحياء على الطاعة. وأرجو من الله التوفيق لكم جميعا.
-رسالة لأهالي الأحياء الجديدة..وماذا يعجبكم فيهم ؟
-احترام الجيران ،والمحافظة على نظافة الحي ، وأن يجعلوا لهم مكانا للالتقاء فيه في الأعياد والأفراح ،
و يعجبني فيها التنظيم والنظافة.
– كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي ؟
الا جتماع مع الزملاء المتقاعدين في الاستراحة ، و الذهاب إلى السجد النبوي للصلاة فيه، ثم مشاهدة مباريات اليوم   و الأخبار .
-لو عادت بكم الأيام ماذا تتمنون ؟
-لو عادت الأيام و لن تعود ، فالإنسان يجب أن يرضى بما مضى و ما قسمه الله له، و الحمد لله على كل حال.
– بصراحة مالذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟
-ما أشاهده من حروب، وقتل، وتشريد بكل بساطة، أسأل الله أن يفرج  هذه الغمة .
-ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم ؟
في إحدى المباريات التي كانت بين فريق أحد و الوحدة في مكة المكرمة في ملعب ساحة إسلام كاد أحد مدافعينا أن يسجل في مرمانا،فقد كنت حارسا للفريق ، لكنني كنت قريبا من الزاوية فاستطعت صد تلك الكرة وعندما سألته مستنكرا ( بغيت تجيب فينا هدف؟) قال ( أنا أجيبها و لا يجيبها لاعب الوحدة !).
-لمن تقولون لن ننساكم؟
الرئيس الذهبي لنادي أحد الشيخ سعد الناصر السديري.
– لمن تقولون ماكان العشم منكم.. كابتن مهنا ؟
للأ صدقاء الذين عشت معهم فترة من الزمن و تناسوني ! .
-التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية..لمن تقولون سامحونا؟ ولمن تقولون سامحناكم ؟
أقول سامحني لكل من أخطأنا بحقه بقصد أو بدون قصد، و أقول سامحتك  لكل من أساء إلي بقصد أو بدون قصد.
-كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن المدينة المنورة الأستاذ والكابتن مهنا سبيل.
شكرا لشخصكم ولصحيفة مكة الالكترونية ،فقد أعدتني إلى عبق الماضي و عطر الحاضر، ولكل  من يقرأ من أصحابي التحية و السلام . وصلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى