
(مكة) – حوار عبدالرحمن عبدالقادر الأحمدي
تواصل صحيفة مكة الإلكترونية لقاءاتها الرمضانية ، والإلتقاء بعدد من الشخصيات المجتمعية الفاعلة لنستعيد معهم ذكريات الماضي وبداياتهم العملية في تلك الحقبة الزمنية الهامة .
ضيفنا اليوم ، الأستاذ عادل بن سليمان نحاس، نتعرف على بعض الجوانب من حياته العملية.
– في البدء نتعرف على ابن مكة المكرمة.
اسمي عادل بن سليمان بن عباس نحاس
-في أي حارة كانت نشأتكم ؟
في حارة السليمانية وحارة النقا.
– أين تلقيتم تعليمكم ؟
بمكة المكرمة حتى المرحلة الثانوية- في المدرسة العزيزية الثانوية وكان ذلك عام 1972م .
-ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟
التواصل الاجتماعي بين الأهل والجيران خاصة في الأعياد ، التفاني في خدمة الحجاج ؛ كسبا للأجر وبعيدا عن المصلحة المادية ، العلاقة مع الآخرين مبنية على الصدق، والأمانة، والمبادئ، والأخلاق الحميدة.
– في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية..ماذا كنتم تأملون في حينها ؟
– الاجتهاد في الحياة الدراسة،مع تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس طاعة للوالدين،إتخاذ سلوك من هم قدوة للنجاح كمنهج لرسم المستقبل الطموح .
– تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة ماهي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟
-التربية بنيت على منهج القرآن الكريم، والسنةالنبوية، والأخلاق الحميدة. بعيدا عن التمييز، أوالتطرف، والعنصرية .
– في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المكية في تكوينها ما أبرزها ؟
تقبل التعايش مع العديد من الثقافات بحكم تواجد بيت الله العتيق . مع إرجاع كافة الخلافات للكتاب والسنة والمنطق دون أي تسييس.
– الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس.. ماهي الأمثال التي لا زالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟
الأمثال الشعبية كثيرة، وأهم ما فيها، الدين المعاملة، والقناعة كنز لا يفنى ، والمعصيةندامة وطاعة الله فيها السلامة. ولوجمعت مع بقية الأمثال الشعبية لكانت منهاج إسلامي يقتدى به.
-الحياة الوظيفية..أين كان لشخصكم القدير أولى محطاتها ؟ وآخرها ؟
تخرجت من جامعة البترول والمعادن بالظهران عام 1978م بتخصص الهندسة المدنية، وعملت بشركة أرامكو السعودية بالظهران، ثم انتقلت للعمل بتصميم وإنشاء خط انابيب البترول من المنطقة الشرقية إلى ينبع حتى اكتمال وتشغيل الخط، ثم أعيرت خدماتي لوزارة الدفاع والطيران مشاريع المطارات الدولية كمدير عقود المشاريع وكان ذلك عام 1981م . إلى حين اكتمال بناء وتشغيل مطاري الملك خالد والملك فهد الدوليين. بعدها طلبت إنهاء إعارتي والعودة للعمل على تصميم وإنشاء التجهيزات الأساسية لمصفاة رابغ والمماثلة للهيئة الملكية.. وبمسمي وظيفة مساعد المدير العام للهندسية والتخطيط والعقود. بعد الانتهاء من تشغيل المصفاة عام 1990م عدت للعمل مع شركة سمارك بإدارة تسويق المنتجات البترولية كمدير عام ثم المركز الرئيسي بالظهران مع شركة أرامكو بقطاع التسويق الدولى للنفط ، والمنتجات البترولية وحركة السفن كمدير إدارة حتى عام 2002م ، ومن ثم طلبت التقاعد مبكرا ،وعدت إلى جدة للعمل مع مشاريع المطارات الدولية كمدير عام للعقود، ومستشارا للرئيس العام للطيران المدني إلى ما قبل اندماج المشاريع مع الرئاسة تحت مسمى الرئاسة العامة للطيران المدني في عام 2010م. بعدها عملت مع استشاري أمانة محافظة جدة على أكثر من تعاقد بوظيفة مدير عام عقود المشاريع.. إلى قبل نحو أكثر من سنة .
-شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها.
شهري رمضان والحج. رمضان فيه العديد من الأعمال الخيرية ، والتواصل الاجتماعي، فضلا عن كونه موسم للعبادة.. رغم ظروف الحياة والأحوال المناخية الصعبة، والحج فالكل مشغول بأعماله التجارية مع توفر وسهولة وبساطة القيام باداء فريضة الحج انذاك.
– تغيرت أدوار العُمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة.. كيف كان سابقا دور العمدة في الحارة ؟
-توسع الأحياء.. وكثر الناس بما في ذلك المقيمين.. حدت من رقابة وقيام العمد بمهامهم. ومعظم العمد أوساكني الأحياء لا يعرف بعضهم الآخر ! .
-القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضورالملفت في الحارة؟
-وجهاء الحارات وفي مقدمتهم العمد .
-هل تتذكرون موقف شخصي حصل لكم ولن تنسوه..مهندس عادل ؟
-المواقف الشخصية كثيرة، ولكن كانت تعالج بصفة ودية .
-المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة..هل تعرفونها على بعض منها ؟
-المدرسة والمعلم كانا لهما دور كبير فى تربية النشء ، وأسلوب حازم في ذلك. أما الآن فلا يجرو المدرس بعقاب الطالب كما كان سابقا تخوفا من الصاق أية تهم به مما أضاع هيبته أمام الطالب سيئ التربية !.
-كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة للناس في كل مكان.. ماهي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على المجتمع آنذاك ؟
المذياع، أو ما تسمعه من الناس، أو الزملاء. وهي غير فاعلة في كثير من الأحيان.. أما حاليا فبشكل مثير للمشاعر وغالبيتها مسيس !، وتهدف لانقسام المجتمعات .
– تظل الأفراح محطات جميلة لاتنسى في الحي ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟
كانت هناك مسابقات بين الحارات خلال عيد الفطر المبارك.. في من يقوم بنصب والإعداد لأفضل زينة يفتخر بها أمام بقية الحارات خلال أيام العيد.
-الأحزان في الحياة سُنة ماضية..كيف كان لأهل الحي التخفيف من وقعها ؟
بعض الأسر تقوم بزيارة قبور موتاهم والدعاء لهم .
-الأحداث التأريخية في حياتكم والتي عايشتموها..هل تتذكرونها وما الأبرز من تفاصيلها ؟
العالم العربي ملئ بأحداث الحروب والانقسامات. ولا يختلف عما نحن فيه الآن .
– ماهي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة السليمانية ؟
-المزمار وخارج المنطقة المركزية على سبيل المثال حوض البقر سابقا حي العزيزية حاليا، كانت ألعاب جميلة يقوم بها فرق من اليمنيين من رقص وألعاب بهلوانية وزمر وطبل .
.
– لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولةعظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه..هل تروون بعضا من قصص الفقر المؤلمة ؟
خارج المدن الرئيسية ، مثل جنوب الطائف، وجنوب وشمال المدينة، وأحياء بالدمام، فضلا عن الدول التي لحقت بها الحروب والتي يصعب التواصل معهم.
– ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة..مهندس عادل ؟
الحارات التي عشت بها أزيلت، ولم يبقي أحد من أهلها. والتواصل فقط في المناسبات. ولم يبقى إلا ذكريات الزمن الجميل .
-رسالة لأهالي الأحياء الجديدة.. وماذا يعجبكم الآن فيهم ؟
نحن في زمن تغيرت فيه المعايير والقيم الجتماعية، ويعجبني التواصل الاجتماعي النزيه .
-كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي ؟
-متابعة ممتلاكاتي الخاصة، ومساندة تعليم وتوجيه الأبناء، وبعض الأعمال الخيرية، والسفر .
– لوعادت بكم الأيام ماذا تتمنون ؟
-العيش مع الزمن الجميل.
– صراحة.. مالذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟
-التفكك الاسري، والاجتماعي، والطائفية، والنفاق.
-ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم ؟
-رحمة الله على الوالد غرس في نفوسنا الجدية في العمل، والاستقلالية. فكونت نفسي من العصامية، وبفضله تعالى ماوصلت إليه من تعليم ،وعمل وظيفي، واستثمارات عقارية، وما استثمرته من تعليم في أبنائي، وصحة في البدن تجعلني شاكرا لهذه النعم.
– لمن تقولون لن ننساكم ؟
-للوالدين -يرحمهما المولى عز وجل- والأحباب .
– ولمن تقولون ماكان العشم منكم ؟
-لمن قدمت لهم الدعم، والمساعدة وأساؤو إليّ ! .
-التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا. وتقولون لمن سامحناكم ؟
-أقول سامحونا لمن قصرت معهم، ومن ظلم فيوم الله عظيم .
-في ختام لقاء ابن مكة المهندس عادل نحاس ماذا ترغبون الحديث عنه ؟
-الشكر والتقدير لكم ولصحيفة مكة الالكترونية، ولمن من ساهم في إعداد هذا الحوار .








والله كلام جميل من الدكتور والمنهدس عادل نحاس ابن مكة رجل الاخلاق النبيلة بتوفيق يارجل الكفاح وكل عام وانتا بخير .