
لم يحظى بإمارة الشعر العربي بعد أحمد شوقي سوى بشارة الخوري …
بشارة الخوري الذي يعد شاعر لبنان الكبير والملقب ب الاخطل الصغير ..
تيمناً ب (الأخطل التغلبي ) أشهر شعراء الدولة الأموية ..
لقب الأخطل الصغير بـ “شاعر الحب والهوى” لجمال قصائده ..
وملامستها للمشاعر الانسانية الراقية …
وجزالة شعره ..
وقدرته على تطويع المفردات …
كتب قصيدته الشهيرة (أمس أنتهينا) وكأنه يكتبها بقطرات دم لا بقطرات حبر ..
وينقطها بدموع لا بحروف ..
ويسكبها عبرات حزينة على شكل جمل منظومة ..
نظم أبياتها مثلما ينظم الجواهرجي البارع عقداً من الماس …
برع في تصوير معانيها …
وأبدع في صقل ألفاظها ..
وتميز في رسم مشهد شاعري غارقا في الحزن …
يقول في مطلع قصيدته :
أمسِ انتهينا فلا كنّا ولا كانَ
ياصاحب الوعدِ خلّي الوعدَ نسيانا ,,
طاف النّعاس على ماضيكَ وارتحلَت
حدائق العمر بكياً فاهدأ الآنَا ،،
كان الوداع ابتساماتٍ مبللةً
بالدّمعِ حيناً وبالتذكــار أحيانا ،،
حتى الهدايا وكانت كلّ ثروتنا
ليل الوداعِ .. نسيناها .. هدايانا !
شريط شعرٍ عبيق الضّوع .. محرمةٌ
ونجمةٌ سقطت من غصنِ لُقيانا ..!
أسلمتها لرياح الأرض تحملها
حين الهبوب فلا أدركت شطآنا
يارحلة في مدى النسيان موجعةً
ماكان أغنى الهوى عنها وأغنانا ..!!
اكتسبت القصيدة شهرة واسعة ..
وانتشاراً منقطع النظير …
عندما صدحت بها الفيروزة بصوتها المخملي .. وبلحن موسيقي غاية في الرقي ..
يعد هو اللحن الموسيقي الاول الذي لم يضع عليه الاخوان الرحابنة بصمتهم الشهيرة …
ووفقاً لرأيي فإنما كان ذلك بسبب صعوبة النص …
وترادف الجمل الشعرية بطريقة غاية في الاتقان ..
كما ان النص الشعري كان غارقاً بالصياغة اللغوية الثقيلة ..
والتي يصعب توزيعها موسيقياً …
اضافت الفيروزة للقصيدة بعداً موسيقياً وشاعرياً خالداً ..
صباحكم مزيج من الجمال الفاخر ..
شاعرية الاخطل الصغير
ورقي صوت الفيروزة
وقلمي الذي يتشرف بصباحكم ..
الجوهرة بنت ابراهيم الجطيلي
* القصيدة بالصوت الفيروزي العذب :