
في خطوة حكيمة ومتزنة، وجّه معالي وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ خطباء الجوامع إلى تخصيص خطبة الجمعة القادمة للحديث عن نعمة الذكاء الاصطناعي، وشكر الله لتسخيره هذه النعمة ومحذر في الوقت ذاته من “الوجه المظلم” لهذه النعمة حين تُستخدم في التزييف والتزوير الذي ينتحل شخصيات العلماء ويفتري على الله الكذب، وكما شاهدنا وسمعنا لبعض المقاطع الصوتية المفبركة التي تُنسب زورًا لبعض الشخصيات الدينية.
إن توجيه معاليه حفظه الله لم يأتي من فراغ، بل هو استجابة لتحذير نبوي يقول (كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ). فها هي الآفة الجديدة كما يصفها معالي الوزير تُهدد كيان المجتمع حين تُحول الفتوى إلى “فوضى افتراضية “، وتجعل الكذب حقيقة في عين اليقين. والأخطر أن يُصدق الناس ما يجدون من مقطع مرئي او صوتي مُزيف يُنسب لعالم أو شيخ لم يقُل ما سُجل له رغم انه مرئي يتحدث صوت وصورة ولكنه مُزيف.
ولم يكتفِ التوجيه بالتحذير، بل حدّد مسؤوليات كلاً من
1-الهيئات الشرعية:
بحصر الفتوى الرسمية في جهاتها المعتمدة.
2-المواطنين:
بالتثبّت قبل نشر أي محتوى .
3-خطباء المنابر :
بتحويل الجمعة إلى سد منيع ضد الشائعات.
إنها القوة الثلاثية التي تُعيد للخطاب الديني بهاءه في عصر العولمة، وتجعل المملكة رائدة الموازنة بين قبول التقنية وحماية الشريعة، لا سيّما في زمن صارت فيه الشائعات قذائف حرب باردة تخترق بيوتنا عبر شاشات هواتفنا.
ختامًا، إن هذا التوجيه ليس مجرد صياغة موضوع “خطبة جمعة”، بل هي نموذج يُترجم رؤية 2030 في صناعة إنسان واع تقوده رجالات دولة حكيمة بقيادة ولاة أمر حكماء يستشرفون المفاسد برشدهم ويعلمون على درئها.
فالحمدلله شُكراً على توفيق ولاة الأمر ووزرائهم لاتخاذ إجراءات تحمي المجتمع وتواكب تحولات العصر.






