
وحينما أقبل الليل مختالا
متبخترا مسبلا إزاره
جميل المحيا
ساحر اللحظات والنظرات
ينساب الشعر العذب من بين شفتيه
يعزف لنا لحن الحب الخالد
يحرسه البدر
وتتراقص النجوم في مجلسه
حط المسافرون رحالهم
واستراحوا استراحة المحارب
يرتشفوا فنجان قهوة
ويعرفوا معنى النشوة
وكأنهم يشربوا من كأس الخمرة
وتجاذبوا أطراف الحديث
وعطروا الليل
وهمسوا بشفافية وصدق بعيدا عن عين الرقيب
لنا ولنا وحدنا حضر الليل
ليأنس بنا ومعنا
فلا ليل إلا ليلنا
ولا أحد غيرنا
نقشنا على كتفه نقوشنا
الخاصة
و زرعنا على وجنتيه قبلاتنا
يغزل خيوطه بحروفنا النرجسية
حتى إذا طلعت الشمس مندهشة قالت :
من سرق مني لوني الذهبي وهناك تحاكم البدر والشمس
وكان الليل هو الخصم والحكم
فقد كان ثرثارا بما يكفي