المقالات

توصون شيئا ولاش ..؟!

بدايةً لستُ مع الوصاية بمفهومها التقليدي البحت، سِوى ما كان له ضرورة مُلحة، وما تم تحديده بضوابط شرعية لا تخفى على كل أحد ..! قصدت من الوصاية هنا على الكتب، خاصة ما تتعلق بالثقافة والأدب، وهي نَتاج فِكر، وتجارب خِبرات سنوات طوال عادةً ..! حتى أدخل في الموضوع المُراد مناقشته فورا، وهو كتاب أبا جفين “عبدالرحمن القحطاني” ذو الـ 14 عاماً من عمره (والحقيقة اتضح بأنه طالب جامعي، وعمره 20 سنة، بحسب تصريح رئيس دار تقاسيم للنشر الكويتية رعد الشمري، الناشر لكتاب أبو جفين) وما قام به من تأليف كتابه الأول، وهو باكورة إنتاجه كما عرفنا، ولو إني أشك بأن المحاولة لن تتعدى الأولى، وستكون الأخيرة على غرار من سبقه فهي “بيضة ديك” مثل رواية (بنات الرياض) واستحالة أن تتكرر مرةً أُخرى، ولا أريد أن أذكر أسماء قبله، ولكن من يهتم بهياط التأليف، وهو “كلام بيتقال يا عبدالعال” لن تجد لديه مخزونا ثقافيا، فضلاً عن فِكر واسع، وحُر ..! وأيضا هناك فتاة عمرها 17 عاما في الصف الثاني الثانوي، وقعت كتابها على منصة معرض الكتاب الدولي بالرياض ..!! ترى ما الأمر يا مسؤولي وزارة الثقافة والإعلام ..؟! لماذا تخلطون بين مشاهير السوشال ميديا، وبين الفِكر والثقافة والتأليف ؟! ألا توجد لديكم معايير للتمييز بين الغَث والسمين، أم بريق الشهرة أعماكم عن إنتاجهم التافه الغَث ..؟!

لنأخذ أحد النصوص التي وردت بحسب ما وصلني عن كتاب الجهبذ أديب السوشال ميديا الجديد أبا جفين ، يقول “كنت في مقهى في مكانٍ عام، وأحد الأصدقاء أخذ مني طاقيتي، ولم أكن أحمل سِوى طاقية واحدة فقط ” غلطان يا أبو جفين، تحمل طاقية واحدة فقط، لازم تأخذ احتياطاتك، وتحمل أكثر من طاقية، ولو أبو جفين ..! فكان هذا ما قرره أبا جفين من حمل طاقيتين بدلاً من طاقية واحدة ..! ” ذلك مثال من كتاب ذلك المؤلِف، فهل نستطيع أن نُطلق على هذا المشهد الكِتابي الوصفي، بأنه يحمل فِكر للقارئ حتى يستفيد منه ..؟! لأن الكاتب أو المؤلف المطلوب منه عادةً إثراء القراء بما يحمله من فِكرٍ وثقافةٍ وتجاربٍ طويلةٍ أو مناسبةٍ لإفادةِ القُراء، هكذا تعلمنا، وهذه هي حِرفة الأدباء والمُثقفين منذ الأزل، ولسنا بمعزلٍ عن ذلك ..! والشهرة التي يُريدها الأخ أو الابن ـ سيان ـ أبا جفين ، قد حصل عليها عبر السوشال ميديا، فلماذا يُقحم نفسه فيما لا يفقه من التأليف ؟! فهو يحتاج لـ “فَت خُبز” كثير حتى يتقن تلك الصَّنْعَة، نعم هي صنعة كبيرة ومُهمة لا تأتى لأي أحد ..

وخِتامًا.. العتب كل العتب على وزارة الثقافة والإعلام، مُمثلةً في وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، والذي أفاد المشرف عليها في معرض الكتاب الدولي الدكتور عبدالرحمن بن ناصر العاصم، حينما سُئل من إحدى الإعلاميات أثناء وجوده في المؤتمر الصحفي لمعرض الكتاب عن حقيقة توقيع ” أبو جفين” كتابه الأول في معرض الكتاب ، وكان سؤالها ” طفل عمره ١٤ سنة ماذا يحتوي كتابه ؟! وماذا يملك من عِلم ليوقِّع كتابه ..؟! وأضافت ” كيف فُسح لهذا الكتاب ؟! فقال العاصم بأن الأمر بالفسح من عدمه هو خاص بالوزارة، وليس لديه صلاحيات لمنع أحد، ولن يمنع أحد وصل اسمه لمنصة التوقيع ..! في رأيي ورأي كثير من العُقلاء من المُثقفين والمهتمين أن منصة التوقيع لها مكانة كبيرة غير جديرة أن يصل إليها بعض مشاهير السوشال ميديا من التافهين، لأن المنصة كبيرة عليهم، وهم غير مؤهلين للوصولِ إليها، بغض النظر عمن شهد لهم من كِبار الكتَّاب، ولكل قاعدة شواذ ..! ويبدو أن بعضهم لم يقرأ شيء من نصوص مؤلَّفْ أبا جفين وإلا لما أيده ..! (توصون شيئا ولاش) ..!!
ماجد الحربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى