نبيه العطرجي

البصمة والأثر…لمن رحل

 مودة الفؤاد

ليس للعالم بقاء…ولا للإنسان خلود…وكل كائن ما كان، سيكون راحلًا إلى يومئذ، وسنلقى المصير الذي لقيه من قبلنا، وهذا أمر معلوم تدركه النفس البشرية باختلاف أديانها وأعمارها. 

نظرة سريعة على ما فات من أيام رحلت ورحل معها الكثير ممن كانوا فيها، وغدى ماضيهم ذكرى لنا كما سنكون نحن ذكرى لمن بعدنا.

فهم قد رحلوا وتركوا أثرًا طيبًا، وبصمة جميلة تترجم طيبتهم وصفاء نفوسهم ونقاءها، وتآلف قلوبهم التي تخلو من أي شائب يعكر جمال الحياة، حتى إننا أطلقنا على أيامهم مسمى “زمن الطيبين”.

والحياه التي نعيشها ونتمتع بها قصيرة الأمد، والأقصر منها الحياة العملية التي ننقش على أيامها خطوات وجودنا، ومن ذلك ترك الأثر الذي يدل على قيمة الوجود من قول أو فعل، فكم من رجال عاشوا في الماضي سجل التاريخ ذكراهم؛ كونهم صنعوا حضارة أمتهم، وأضاؤوا سبل الحياة بعلوم المعرفة؛ لتكون تلك الأعمال بصمة وأثرًا لهم حتى يومئذ، وبتلك الأعمال طالت أعمارهم لأنهم عملوا بجد وإخلاص فكانوا إضافه جميلة للحياة، وليس عالة عليها. 

وديننا الحنيف حثنا على ذلك كما جاء في القرآن الكريم: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ)، وفي الحديث الذي رواه أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا مات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث (صَدَقَةٍ جَارِيَة، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) فهذه الثلاثة أمور من البصمات والأثر الذي يجب أن يتركها المرء بعد رحيله.

امنح من حوليك جمال الحياة، كن ذا وجه بشوش وبسمة لا تفارق محياك لا ينساها من رأك.

قال عليه الصلاة والسلام : (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ، وَأَمْرُكَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيُكَ عَنِ الْمُنْكَرِصَدَقَةٌ….) فهي صدقة، وبها تزول الهموم، وتخفف الضغوط، وتدخل للنفس البهجة والسرور.

فالبصمة والأثر الطيب لها تأثير سحري على الفرد والمجتمع إلا أنها تحتاج إلى جهد وعمل شاق؛ ليبقى رحيقها يفوح شذاه بعد رحيل الروح في دار الفناء.

فكلمتك الطيبة…أثر

عملك الطيب… بصمة

تفاعلك الخيري في المجتمع…أثر

صفاتك الطيبة…بصمة

إحساسك بالآخرين…أثر

عطاؤك الحسن…بصمة

فهلا تركتنا بصمة وأثرًا طيبًا في الحياة تبقى ذكراها على مر الأيام والسنين، تتناقل بين أفراد المجتمع جيلًا بعد جيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى