نبيه العطرجي

مواساة …عمل جميل

مودة الفؤاد

قال الشاعر:

حكم المنية في البرية جارٍ

               ما هذه الدنيا بدار قرار

وقال لآخر:

يا لاهيًا بالمنايا قد غرّه الأملُ

              وأنت عمّا قليل سوف ترحلُ

لا تركن إلى الدنيا وزخرفها

           فأنت من عاجل الدنيا ستنتقلُ

نعم…الرحيل قادم بغتة دون أن نعلم متى ؟! وكيف ؟! وأين ؟!

ولا مفر لأحد منه ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾، فالابتلاء سنةً كونية يقع على الناس جميعًا اختبارًا لهم، وتمحيصًا لذنوبهم، وليتميز الصادق منهم عن الكاذب ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.

فالكيس من دان نفسه، وعمل لما بعد فراق الحياة، والحازم من بادر بالعمل قبل حلول الفوت، فالموت من أعظم المصائب بعد الدين، وهو الفراق المر الذي يكسر الظهر، ففقد الأحبة خطب مؤلم، وحدث مفجع، وهو من أكبر المصائب التي يبتلى بها المرء بمن أحب.

وما أروع ديننا الحنيف إذ حثنا على التكافل الاجتماعي، وأن نراعي شعور بعضنا البعض عند نزول المصائب بنا، وكون الموت منها، وما يعانيه أهل المتوفى من ألم الفراق بفقد الأحباب.

وفي خطوة إيجابية تبنت أمانة العاصمة المقدسة مشكورة باستحداث قسم بسمى (مساواة) يهتم ببعض أمور المتعلقة بواجب العزاء من خلال تهيئة مكان العزاء، ونظافته، وإنارته فترة مدة العزاء.

هذه المساهمة من قبل الأمانة تتم إذا تم التواصل معهم من قبل أحد أفراد أهل المتوفى عبر الهاتف (٠٥٣٩٤٠٠٩٤٠) الذي تم وضعه من أجل هذه الخدمة الإنسانية.

شكرًا معالي أمين العاصمة المقدسة على مبادرة المواساة الحسنة التي فعلتموها؛ للتخفيف من بعض معاناة أهل المتوفى.

وحبذا أن تكون هناك بوادر أخرى تقدم من قبل شؤون الحرمين والجمعيات لتوفير ماء زمزم، وتحضير الطعام كما جاء في السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام؛ كون أهل المتوفى في ذلك الحين في أشد الحاجة لمن يساعدهم، لحالتهم النفسية التي يمرون بها نتيجة ما ألمّ بهم.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات.

         

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى