المجتمعحوارات خاصةلقاءات رمضانية

نجيب أبو عظمة: لا أتابع الصحف الورقية منذ 15 عامًا

توفيقٌ من الله ثم برضا الوالدين وبجد واجتهاد استطاع أن يتغلب على المعيقات التي توقفت أمامه ونجح في أصعب الاختبارات حتى بدأت تتحقق أحلامه بالعمل معيدا في الجامعة ثم استكمل أعلى الدرجات العلمية.

وفي حوار مع صحيفة “مكة” الإلكترونية، يتحدث الدكتور نجيب أبو عظمة، عن محطات بارزة في حياته ومواقف اجتماعية وإنسانية ملفتة وذات تأثير كبير على شخصيته وتحصيله العلمي وسعيه نحو تحقيق أهدافه.  

1- في البدء نتعرف على ابن المدينة المنورة؟

نجيب بن حمزة بن حسن أبو عظمة أب وجد لعدد من الأحفاد والأسباط حفظهم الله ورفع شأننا وشأنهم في الدارين.

2- في أي حارة كانت نشأتكم د. نجيب ؟

بداية نشأتي في حارة القبلتين، ثم انتقلنا لطريق قباء حارة “التحسينية”، ومنها لحي الهجرة “القصواء وبني بياضة”.

3- أين تلقيتم تعليمكم؟

المهد الابتدائية، ثم مدرسة القبلتين، ثم مدرسة سعد بن معاذ،ومن متوسطة الإمام علي، ومنها لمتوسطة عبادة بن الصامت، ثم ثانوية طيبة وحصلت على الثانوية العامة من ثانوية أحد، وحصلت على البكالوريوس والماجستير من فرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة حالياً “جامعة طيبة” وحصلت على الدكتوراه من جامعة “شفيلد” بالمملكة المتحدة وبفضل الله تمت التوصية بطباعة رسالتي في  الماجستير والدكتوراة.

4- ماذا بقي في الذاكرة من أحداث عشتم معها عراقة الحارة ؟

كانت الحارة تمثل البيت الكبير وكأن البيت شقة، أو جزء من ذلك البيت الكبير بين ” أب، وأم” والصغار إخوة، ما قد يحصل الآن بالبيت الواحد كان يحصل في الحارة ناهيك عن التهادي والتراحم ” وأمي تقول لكم ” محتاجين ملح أو بصل.. جينا أوادم على  الغداء والقدر صغير..” قس وقص، وتكون ماشي في  الحارة فإذا صوت من بيت من الجيران تنزل أختك تعطيك قرشين، محتاجين قازجري قس وقص”.

5- في مرحلة الطفولة العديد من التطلعات المستقبلية.. ماذا كنتم تأملون حينها ؟

في كل مرحلة تعليمية كان الحلم أن أتمم تلك المرحلة وعندما حصلت على شهادة أول ثانوي كان الحلم أن أصبح طيارا وتقدمت لمعهد “تدريب الطيارين بجدة” طلبت من ابن عمي أن يتوسط لي ولم أقبل علمت لاحقاً أنه أوصى بعدم قبولي وبعد دخول الجامعة كان أن أصبح معلم رياضيات وبفضل الله درست في الجامعة قبل حصولي على البكالوريوس مقرر “إحصاء” تمهيدا لمتطلبات مقرر بحث في التخصص، وبعدها كانت انطلاقتي بتوفيق من الله تعالى، ثم بدعاء الوالدين فكان لي عشرات مما نشر من كتب وبحوث وبرامج تعليمية وإعلامية.

6- تربية الأبناء في السابق بنيت على قواعد صلبة ومتينة.. ما هي الأصول المتعارف عليها في ذلك الوقت؟

 كان العقاب هو السائد العام، ولكن والديّ قلما يعاقبان، بل قد لا يعاقبان ومن لطف تعامل الوالد مع أبناء الحارة ومعنا والله أذكر من أبناء الحارة من كان يقول “ليته أبي” رحمه الله تعالى ووالدينا أجمعين.

7- في تشكيل صفاتكم ساهمت الكثير من العادات والتقاليد المدنية في تكوينها ما أبرزها؟

من أهم ما زال باقياً في ذهني ولا زلت أعيشه بفضل الله تعالى “الوفاء” فوفاء من عرفت وصادقت: لازال يبكيني عليهم؛ حتى أني لا أصدق ما يذكر ويتم تداوله عن ندرة الأصدقاء.!

8- الأمثال الشعبية القديمة لها أثر بالغ في النفس..ما هي الأمثال التي لازالت باقية في الذهن؟ ولماذا؟

المثل الذي لازال في ذهني “جنة من دون ناس ما تنداس” والسبب أن والدتي جازية عوض الأحمدي يرحمها الله تعالى كانت تردد هذا المثل في دعواها؛ لإصلاح ذات البين.

9- الحياة الوظيفية.. أين كان لشخصكم القدير أول بداياتها ؟ وآخرها ؟

بدأت معيداً بفرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة “جامعة طيبة حالياً”، وتدرجت فيها بين أستاذ مساعد، وأستاذ مشارك، وتقدمت للأستاذية وتشرفت كوني مستشاراً لمعالي مدير جامعة طيبة الحالي معالي الدكتور عبد العزيز السراني.

10- شهر رمضان وشهر الحج من المواسم الدينية والاجتماعية المميزة حدثنا عنها؟

في شهر الحج كنا نعمل أنا وأخواني طوال الموسم لصالح الوالد رحمه الله تعالى، وكذلك الحال في رمضان، ولنترك الباقي مع الله سبحانه.

11- تغيرت أدوار العمد في الوقت الحاضر وأصبحت محددة.. كيف كان سابقا دور العمدة في الحارة ؟

عمدة الحارة في الماضي كان له هيبة، ومركازه يراد من كبار السن، وكان ولازال وسيطا بين الشرطة وأبناء الحي، ومن أشهر وأطول العمد في العمودية الشيخ حمدان عمدة حي قباء، وحي العنبرية.

12- القامات الاجتماعية من تتذكرون منها والتي كان لها الحضور الملفت في الحارة ؟

العم إبراهيم نافع، والعم عبد الرحيم عسيلان، والعم السيد عثمان حافظ، وعمي  محمد أبو عظمة رحمهم  الله تعالى جميعاً.

13- هل تتذكرون موقفا شخصيا مؤثرا حصل لكم ولا تنسونه؟

قبل دخول المدرسة جرحت في ركبتي وبقي الجرح لسنوات كلما قرب من الشفاء طحت أرضاً وتجدد الجرح مما أثر علي لفترة ليست بالقصيرة حولتني من نشط ممارس لمتابع ومشجع والحمد لله.

14- المدرسة والمعلم والطالب ثلاثي مرتبط بالعديد من المواقف المختلفة.. هل تعرفونا على بعض منها؟

كنا مجموعة طلاب في الصف الأخير وكان لنا معلم رياضيات نسميه إسماعيل ياسين مميز جداً يمازحنا ونمازحه ولكن مزاحنا كان مثمراً يعطينا واجب رياضيات وخاصة في الميكانيكا فنجتمع ونحل الواجب بطريقة تختلف عما علمنا.

وكان يقول خطأ، وبعد شجار يقيم أحدنا على السبورة ونحل الواجب يقول_ صح، أذكر من الزملاء المهندس صالح حسون والمهندس عباس مطيع والأستاذ يوسف الدخيل.

15- كثرت وسائل الإعلام في الوقت الحاضر وأصبحت مرافقة مع الناس في كل مكان.. ما هي الوسائل المتوفرة لديكم في السابق؟ وما أثرها على أفراد المجتمع آنذاك ؟

الصحف وتحديداً صحيفة المدينة المنورة ومن المرحلة الثانوية كنت أقتني جميع الصحف والمجلات ومن حوالي 15 عاما قد لا أكون اشتريت أو تابعت صحيفة إلا ما ندر ! .

16- تظل للأفراح وقفات جميلة لا تنسى في الحارة.. ماذا تتذكرون من تلك اللحظات السعيدة ؟ وكيف كانت ؟    

الفرح كان 24 ساعة، غداء ببيوت الجيران، عشاء في الحارة، وفطور “زلابيا” ترسل للجيران، والكل يتعاون. ومن  يرسل قود تصل سفرة من الغداء للمنزل.

17- الأحزان في الحياة سنة ماضية.. كيف كان لأهل الحارة التخفيف من وقعها ؟    

العزاء ثلاثة أيام في النهار للسيدات في المنزل، وللرجال من المغرب للعشاء، والجميع يواسون بعضهم.

18- الأحداث التاريخية الشهيرة في حياتكم والتي عايشتها.. هل تتذكرونها.. وما الأبرز من تفاصيلها؟ 

أتذكر هزيمة 67م والتي يسمونها بالنكسة، وأتذكر حرب 73م التي تمثل انتصارا عظيما،                             ولم أصدق بأن النصر قد حصل حتى سمعت من وكالات الأنباء كون هزيمة 67م حملت لنا أخبار انتصارات واهية فكان من الصعب التصديق قبل التيقن.

19- ما هي الألعاب الشعبية التي اشتهرت بها حارة القبلتين ؟

الطيري، والعصفر، والسبعة حجار.

20- لو كان الفقر رجلا لقتلته مقولة عظيمة لسيدنا علي رضي الله عنه.. هل تروون بعضا من  قصص الفقر المؤلمة ؟

لا شك الفقر مؤلم، ولكن علاقة الناس بفضل الله تعالى لم ترتبط بالقدرة المالية، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ من الفقر.

21- ماذا تودون قوله لسكان الحارة القديمة ؟

لا زلت التقي جلهم شهرياً، ورحم الله من مات وأطال الله بعمر البقية على طاعته.

22- رسالة لأهالي الأحياء الجديدة.. وماذا يعجبكم الآن فيهم؟

للجار حقوق نحتاج أن نراعيها، ونكبر عن الصغائر، ويعجبني تلاقي البعض دون تكليف بشكل شهري أو أسبوعي، نحتاج لتفقد أحوال بعضنا.

23- كيف تقضون أوقات فراغكم في الوقت الحالي؟ 

لقاء شهري مع أصدقاء الطفولة، ولقاء شهري مع زملاء العمل، ولقاء نصف شهري مع إخواني وأخواتي، ولقاء نهاية الأسبوع مع الأبناء والأحفاد والأسباط.

بقية وقتي بين القراءة، والكتابة، وتويتر، والواتس أب، ومتابعة بعض البرامج الإخبارية، والرياضية.

24- لو عادت بكم الأيام د. نجيب ماذا تتمنون  ؟

بفضل الله أكرمني الله فوق ما أتمنى، حلمت بالبكالوريوس ووهبني أكثر منها، وحلمت بالزواج وتزوجت من الطيبات الصالحات، ورزقت بالأبناء والأحفاد، والأسباط وأنعم بحمد الله تعالى بالصحة والسعادة.

25- بصراحة ..ما الذي يبكيكم في الوقت الحاضر ؟

يبكيني تذكر الأموات غفر الله لهم ورحمهم وأسكنهم فسيح جناته .

26- ماذا تحملون من طرف جميلة في دواخلكم ؟

تستحق مجلدات: يوم مناقشة الدكتوراة كانت زوجة أحد المناقشين من رواد مجال تخصصي ولم أستخدم من بحوثها أي مراجع، وكان غاضبا مني زوجها بشكل عجيب، وكنت أناقش وأحاجج، توقفنا؛ لأداء صلاة الظهر علمت بالسبب فانتهت المناقشة التي كادت لا تنتهي ..!!

27- دكتور نجيب لمن تقولون لن ننساكم ؟

والدي، ووالدتي، وأخي ياسر، وزوجتي أم تركي (رحمهم الله جميعا ).

28- ولمن تقولون ما كان العشم منكم ؟

لا أحد بفضل الله تعالى لم أخذل.

29- د. نجيب لكم تجربة رياضية متميزة كيف تصفونها ؟

الرياضة مثل عش الدبابير لا يكفي أن تكون مميزا، ولله در العاملين فيها.

30- التسامح والعفو من الصفات الإنسانية الراقية.. تقولون لمن سامحونا.. وتقول لمن سامحناكم؟

كل من أخطأت في حقه وبعد الموت من الجميع.

31- كلمة أخيرة في ختام لقاء ابن المدينة البار د. نجيب أبوعظمة ؟

جزاكم الله خير، وأرجو أن أكون خيراً مما يقال ويتجاوز عما خفي.

مقالات ذات صلة

‫6 تعليقات

  1. تنبيه: 2attractive
  2. تنبيه: gay incest chat

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى