المقالات

ما زلتَ فتيّا

تهب الرياح العاتية فتتغيّر الطبيعة ، وتتلاطم الأمواج فتبعثر البحار ، وتتحرك كتل الرمال فتطمر المعالم والهيئات ، بيد أن جميع الظروف تقسو أحيانًا على من تحب ، فيزداد صلابة ومنعة .

عنما اختار الله الجزيرة العربية كمهبط للوحي ومركز للأرض لم يكن ذلك محض الصدفة ؛ بل من باب التكريم الواجب المحافظة عليه ، ومنذ تأسيس الدولة السعودية وريح الشرّ والأشرار يتربصون بها الدوائر ، كيف لا ؟ وهم يعلمون أن مركزية الإسلام ومنبعه من هناك ، وزاد من غيظهم تلك الثروات التي حظيت بها الدولة السعودية ، ينضاف إلى ذلك تربعها على عرش السيادةالعالمية ، دينيًا و اقتصاديًا وسياسيًا ، فتكالب الأعداء والمتربصون ، وأكثرهم كان يقتات على المعونات من دولتنا الحبيبة ؛ بل إنّ الطرق والمستشفيات والمدارس لم يكونوا يعرفونها من دولهم وقامت بإنشائها حكومتنا الرشيدة حفظها الله ، وتعدّ المطامع في دولتنا وضرب مقدراتها ومقدساتها من أولى الأوليات عند الأعداء ، وهم أجبن من أن يواجهوا وجهًا لوجه ؛ بل يسخدمون أذنابهم وعصابات القتل والتدمير ، فعلى مدى التاريخ لم يكن لأشد عداوة للمسلمين مباشرات قتالية ، ولكن يوعزون إلى حميرهم الذين يحقدون على الإسلام وأهله ، وهم يعرفون أن صخرة الإسلام الحقيقي هنا ، ولذا يكيدون المكائد والعالم المتحضر مكتوف اليدين يستقوي على الضعفاء فقط ، وبرغم ذلك فسماؤنا محمية ، وحدودنا عصيّة ، وأسُودنا على حدودنا البحرية لهم زئير مجلجل ، وكل ذلك والشعب ينعم بالرخاء وطيب العيش ، وهو ما زاد من حنق الأعداء ، فزاد عداؤهم ، ونعيد المقولة ” والعالم المتحضر ينظر ويسمع ويرى ” ، فما تفسير ذلك ؟

هناك خطط تدميرية بدأت بالمسلمين في أفغانستان ثم العراق وسوريا وتمكين ثلة من العصابات في اليمن .

إذا كانت إيران في نظر العالم دولة إسلامية فلماذا لا ينادون بتحرير المرأة فيها ؟ وإن كانت كذلك لماذا لا يضيقون عليها الخناق في الإعدامات المروعة عندما تنصب المشانق على الرافعات في وسط الميادين ؟
لا إجابة على تلك التساؤلات إلّا إن العالم المتحضر ثبت عنده يقينًا بأن الإسلام بعيد كل البعد عن ذلك القطر ، ولا خوف منهم ، إنما الإسلام الحقيقي الذي يأزر في جزيرة العرب .
أطلنا في التعبير وفي الحلق غُصة ، ولكن نعود إلى ذكرى وطننا الفتي الذي يحتفل بعامه التاسع والثمانين ، نعم رخاء وصمود وتوشح بالكبرياء والشموخ ، فنحن بالإيمان نرقى ، وعلى ثوابتنا نحافظ ، وبقادتنا نفاخر ، وعلى أعدائنا تدور الدوائر .؟

د. نايف بن عبدالعزيز الحارثي

أستاذ اللغة العربية المشارك بكلية الملك عبدالله للدفاع الجوي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. بارك الله بك دكتور نايف نعم وطننا سيبقى فتيا بإذن الله تعالى رغم ما يكاد به و بنا و قيادتنا عز للإسلام و المسلمين .

  2. اللهم أدم علينا الأمن والأمان واحفظ بلادنا من كيد الكائدين نفع الله بك وبعلمك يادكتور

اترك رداً على تركي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى