المقالات

رمزي بن سليم

للنخوةِ رمزٌ صميم ، وللأخوٌةِ شعارٌ سليم

في صبيحة يوم الخميس الموافق ٧ / ١١ / ١٤٤٢هـ ؛ غادر شغاف قلوبنا ، وضفاف وجداننا ، وحواف مُهجنا أصل النخوة وعزها ، وشعار الأُخوٌة ورمزها.

سأكتبه كما عاشرته وعايشته ؛ فكان الخال الذي بمنزلة الوالد ، والأخ المعين المتعاضد ، والصديق الصدوق فطرة دون تواعد .

كغيري من أجناس البرايا ؛ عرفته كريم العطايا ، كثير السجايا ، وفير المزايا ، طيب النوايا ، رفيع عن الدنايا ، لا يرضى له أو عليه الخطايا .

عُرِفَ من عصر قديم ، حُرٌّ شهمٌ كريم ، ازدان بخُلق قويم ، صاحب قلب رحيم ، أبٌ وأخٌ وصديق حميم ، كاظم للغيض حكيم حليم .

يؤثِر على نفسه لأجل الغير ، ديدنه المعزة والتقدير ، محترم للكبير وعطوف على الصغير ، داخله شيمة وقيمة ، ونخوة وأخوة منبعها الضمير .

كان من أهل الدراية والعقول ، للحق يصدح ويقول ، والصدق في حماه يصول ويجول ، ولصراحته المتناهية أصيب البعض بالذهول .

في حياته اجتمع هو والعطاء ، وامتزج بعطره الوفاء ، واقترن بمطره السخاء ، فأضحى النبل والكرم بكل جلاء ، وأمسى طيب معدنه وضّاء ، وأزرق عوده عانق السماء .

في آخر الأيام ؛ تراشقت عليك سهام الأسقام ، فأنهكتك صنوف المواجع والآلام ، وزارك العديد من الآنام ، ودعوا لك على الدوام ، بأن يكون ما أصابك تخفيفا من الآثام .

وبعد أن تناثر جسدك المهدود ، جاءك قدر الله المعبود ، وفي يومك الموعود ، شأنك شأن من في الوجود ، والعيون تسكب الدموع على الخدود ، والقلوب تحمل لك حبا بلا حدود .

وفي مكة أُمّ القرى ، يوم الخميس واريناك الثرى ، جوار الشهداء بين الربى ، وقد تفتحت لروحك الورود تحت الندى ، والوجوه شاحبة وفي ناضريها بريق الأسى ، متفائلة برحمة ومغفرة رب الأرض والسماوات العلا ، ومتأملة بأن تشمل قبرك نفحات الصبا ، سائلين الذي يعلم الجهر وما يخفى ، بأن يجعل الآخرة خير لك من الأولى ، وأن يعطيك حتى ترضى .

أبا نار . .

ما أفدح مصابنا فيك الصغار قبل الكبار ، وكم ستحزن عليك الفيافي والقفار ، وستبكيك زهران الرجال والديار ، وسينحب عليك أركان منزلك والنافذة والجدار ، وستقفر مزارعك وتيبس الأشجار ، وستموت البتلات وتذبل الأزهار ، وسنبكيك ونحزن عليك ليل نهار ، ولا نملك إلا رفع الأكف إلى الغفار ، بأن يشملك بعطفه المدرار ، وتكون من زمرته الأخيار .

وختاماً . .

غادرتنا روحك وغادر جسدك موطن الأحياء ، وخلفك الصالح من الأحفاد والأبناء ، وستظل في وجداننا دائم الإطراء ، ونلهج لك بالدعاء صباح مساء ، بأن تكون في أعالي الجنان مع الرسل والأنبياء .

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. رحمه الله تعالى وغفر له واسكنه فسيح جناته وأموات المسلمين أجمعين

اترك رداً على محمد الكناني الزهراني إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى