
في مدارات متتالية ومسارات متعاقبة وسط هذا الزمن نتفاجأ يوميًا بحجم تناقضات العالم أمامنا من خلال أجهزة الجوال والألواح الرقمية، وأرى مثال ذلك متجليًا أمامي بمجرد أن أفتح سنابي؛ فأجد أنني أمام حياة لا تشبه واقعنا ولا عاداتنا ولا تاريخنا، وأصطدم بالحقيقة المُرَّة التي تتضح أمامي في ضياع الهوية وتبديد القيم ومصادرة المبادئ عند أغلب هؤلاء الفئة، والتي تلهث خلف الشهرة في كل سلوك متناقض يُخالف الدين وتقاليد المجتمع بعد أن ضاعوا وتاهوا، وغاصوا في ملذات المادة الزائلة.
وأمام هذا التبدل والتغير فإننا نحتاج إلى قدوة تحمي الجيل القادم من الضياع وسط هذا الأهواء والأجواء، وعلينا كمجتمع أصيل أن نربي أجيالنا على حسن الخلق والمبادئ الحسنة والأخلاق الحميدة، وعلينا حمايتهم حتى لا يكونوا نماذج للسخرية والسفه من أجل مال، وعلينا أن نغرس في أنفسهم أن القيم والمبادئ السامية لا تُشترى بالمال.
أتمنى أن يكون هناك ضوابط وعقوبات على هؤلاء المشاهير؛ وذلك لحفظ المجتمع من بعض الآفات والعاهات التي تطل علينا في كل مواقع التواصل الاجتماعي، وتعكر صفو المتلقين من الانسياق المضلل وراء ارتفاع المشاهدات.
نحن أمام ظاهرة مؤلمة تُسيء للمجتمع، وتبدد نسيج الأسر المتماسك وتنبئ بالخطر، وعلى الجميع من المؤسسات الرسمية المعنية وأصحاب الفكر والرأي أن يتعاونوا ويتحدوا لمواجهة سلبيات المد التقني المخجل حفاظًا على قيمنا ومقامنا، ومعاقبة كل متورط في الإساءة لعاداتنا وأصالتنا.






