جدارية شاعر

دموع الطهر

أتلمسُ الأشياءَ بابًا بابًا
وأدقُ بحثًا عن غدي أطنابًا

وأعيدُ أسئلتيْ فثمةَ باحةٌ
تهبُ الخلاصَ وتفتحُ الأبوابا

ما ضاقَ ربُ الناسِ عن شكوى لهم
كلا ولا جعلَ السماءَ حِجابًا

أوجاعُنا أرقٌ نحبُ صلاتَه
ونقيمُ فيها روحة وإيابًا

ودموعُنا الطهرُ الذي نقتاتُه
كيما نعللُ في الدنا أتعابا

ماضون منسيون أمتعُ رحلة
أن الجراحَ تُقِلُنا أحبابًا

ماضون نقتسمُ التبسمَ لُقمةً
ونِعدُ دون ذبولِها الحُجّابَا

غرباءُ في دربِ الحياةِ ولم نزلْ
نُبقي لغربةِ خطوِنا أسبابًا

تأبى معادلةُ الجراحِ وداعَنا
ونحبُ دومًا أن نُرى الأغرابا

ما دام وجهُ الأرضِ أصبحَ عابسًا
والمرءُ فيها لا يُحِبُ عِتابًا

والصادقون على ضفافِ نقائِهم
والمرجفون تسوروا المحِرابا

والخوفُ قيّدَ في الدورب أمانَها
وشريعةُ الإنسانِ أضحت غابًا

يا جرحُ متسعُ لديكَ يضمُني
فأحنُ حالٍ أن نكون صِحابًا

أشكو وأبقى في العذاب طهارةً
وأعيشُ فردا ما صحِبتُ كِلابًا

فالأرض عجت بالخراب عمارةً
والناسُ صاروا يشبهون ذِئابًا

والصادقون على ضفافِ نقائهم
والمرجفون تسوروا المحِرابا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى