
شهد الحرم المكي حادثًا تاريخيًا في العام 1941م، كان مختلفًا ونادر الحدوث، لكنه ظل عالقًا في أذهان الناس، حيث أقدم شاب بحريني على الطواف سباحة حول الكعبة المشرفة، عقب هطول الأمطار الغزيرة، ولم تمنعه المياه التي غمرت صحن المطاف لأكثر من المتر والنصف، من ممارسة الشعائر.
جواز الطواف ماشيًا أو راكبًا أو عائمًا
وأكد الدكتور علي جمعة، مفتي مصر السابق وعضو هيئة كبار العلماء، جواز الطواف ماشيًا أو راكبًا أو عائمًا، ورغم أن كتب السير سجلت واقعة مشابهة، لكن الصور التي وثقت ما فعله الشاب البحريني علي العوضي، كانت نابضة لتؤرخ هذا الحدث، وهو ما قاله في تصريحات له، موضحًا أنه كان يدرس في مكة وعمره لا يتجاوز 12 عاماً، وهطلت أمطار غزيرة وقتها استمرت أسبوعاً كاملاً لم تنقطع أبدًا، فقرر مع أخيه واثنين من أصدقائه ويصحبهم أستاذه، الذهاب للحرم المكي، فوجدوا أن الماء غطى الحرم ليقفوا لمشاهدة المنظر المهيب.
قرار مفاجىء أمام المشهد المهيب
واقترح العوضي – وهو متمرس على السباحة – أن يطوفوا سباحة بالكعبة المشرفة، لينالوا هذه العبادة سباحة، فنزل مع شقيقه وأحد أصدقائه لينفذوا الفكرة، وقد توفي في العام 2015 م.
والطواف بالبيت سباحة أثناء السيل معروف منذ القدم، وذكر الإمام الفاكهي في كتابه “أخبار مكة” عن مجاهد قال: “كان كل شئ لا يطيقه الناس من العبادة يتكلفه ابن الزبير رضي الله عنهما يطوف سباحة، وذلك عندما جاء سيل فأغرق صحن الطواف، ليكون بذلك قد أدى عبادة لم يفز بها إلا قليل من الناس، وهو ما يدل على حبه للعبادة والطاعة.
سبقه ابن الزبير وسعيد بن جبير
وأخرج الإمام ابن أبي الدنيا من طريق ليث عن مجاهد قال: “ما كان باب من العبادة إلا تكلفه ابن الزبير، ولقد جاء سيل بالبيت فرأيت ابن الزبير يطوف سباحة”.
وقال أبو بشر: “كان سعيد بن جبير يطوف بالبيت زمن الماء، والماء يأخذه إلى سرته، ومرة إلى ثندوته”.