المقالات

لقاء الوزير والتوجيه الأهم

شرفت بدعوتي لحضور لقاء معالي وزير التعليم الأستاذ/ يوسف بن عبدالله بن محمد البنيان.. مع بعض ملاك المدارس الأهلية وبعض مديري العموم من مختلف مناطق ومحافظات المملكة العربية السعودية.

وفي ظني ومن خلال خبرتي في المجال التعليمي التي تمتد إلى ما يقارب أربعة عقود، أرى أنها خطوة غير مسبوقة أن يجتمع وزير التعليم مع من هم في الميدان التربوي قبل أن يبدأ في رسم خططه وبرامجه ومشاريعه التي ينوي القيام بها.. بالرغم أنه لم يمضِ على تكليفه بالمهمة سوى أيام أو بضع أسابيع وهذا هو المنطق، وهذه هي الخطوة الأولى والصحيحة للانطلاق بصورة سليمة ومنهجية.

استمع معالي الوزير أكثر بكثير مما تحدث به معاليه، وترك المجال للمتحدثين أن يقولوا كل ما عندهم.. البعض منهم سلط الضوء على مدرسته وإنجازاتها، والبعض الآخر كان يتحدث عن التحديات والصعوبات والمعوقات التي تواجه التعليم الأهلي، (وأعتقد أن هذا هو هدف معاليه من هذا اللقاء)، ولم يقاطع معاليه لا هؤلاء ولا هؤلاء حتى انتهى الجميع من طرحهم.
وحينما أوشك وقت اللقاء أن ينتهى بدقائق، تحدث معاليه؛ ليختم هذا اللقاء شاكرًا الجميع على حضورهم، ثم قال الجملة أو العبارة التي أرى أنها هي الأهم في كل ما ورد في هذا اللقاء، وكل من يعرف التربية ويسبر أغوارها، يعرف أن تلك العبارة هي بيت القصيد، وذلك حينما قال معاليه (يهمنا في المقام الأول المخرجات)، أي ما يتلقاه الطالب في مدرسته سواءً داخل الفصل أو المعامل أو في مواقع الأنشطة.

وفي اعتقادي.. وبعد كل هذه السنين في التعليم بجميع مواقعه معلمًا ووكيلًا ومديرًا فمشرفًا فمساعد مدير عام تعليم فمدير عام تعليم مكلف، وحاليًا مدير عام مدارس أهلية، وأدعي أن كل ذلك يعطيني الحق في أن أقيم هذه العبارة، فعلًا معالي الوزير.. علينا أن نهتم بالمخرجات، وعلينا أن ندعم دور (هيئة تقويم التعليم) وبقوة، حتى نصنف المدارس حسب قوتها ومخرجاتها ومستوى طلابها، ويجب أن لا تخدعنا جوائز أحرزت هنا أو هناك بجهود ذاتية من الذين حققوا تلك الجوائز بفضل ذكائهم ومستواهم العلمي، وما عدا ذلك فنحن نبتعد كثيرًا عن الهدف الأسمى في مسيرة التعليم والتي ينشدها المجتمع وولي الأمر، ولنترك لولي الأمر حرية الاختيار للمدرسة الأجدر والأقوى لابنه أو ابنته، وهذا كله يتطلب كوادر بشرية عالية التأهيل متمكنة ومدربة ومعدة بشكل متميز لتحقيق هذا الهدف، سواءً كانت هذه الكوادر (معلمون أو مديرون أو مشرفون)، وكذلك المبنى المدرسي بفصوله ومعامله ومقار أنشطته.

أما ما يتعلق بالبيروقراطية الإدارية والنمطية التقليدية التي تحدُث أحيانًا في بعض الإدارات، فأعتقد أن الجهة التي جاء منها معاليه تعطينا تفاؤلًا غير محدود بأن غبار هذه البيروقراطية (سيُـنفض وسيزول بإذن الله تعالى إلى غير رجعة)، خاصة أننا نعيش ولله الحمد والشكر نقلة رقمية نوعية نسابق فيها الزمن وبعض الدول التي سبقتنا، وهذه النقلة تتناغم مع رؤية سمو ولي العهد وملهم الأجيال -حفظه الله- وأعانه وسدد خطاه.
وفي الأخير.. أقولها وبقناعة تامة، وطبعًا بعد مشيئة الله تعالى (نحن متفائلون جدًا).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى