إيوان مكة

ما عشقت سواها!

بي جنونٌ و ما عشقت سواها …
ٱو تعلقتُ في الغرام عداها

بي سهادٌ و لوعةٌ و شجونٌ …
في هواها قد جاوزت منتهاها

وأحاديثُ عاشقٍ قال فيها …
ما بعينيه من بهيِّ بهاها

حين آلى ألاَّ يفارقَ ربْعاً …
فيه حلَّتْ و أن يحلَّ حماها

أتغنَّى بها و أحلم يوماً …
أنْ أكون الأسير في يمناها

و أمدُّ اليدين قبلي و أغفو …
في عناقٍ و أن أقبِّل فاها

أرتوي فيه سكراً من لذيذٍ …
ذاب في ريق ثغرها و لماها

وحدها من أريد مهما تجلَّتْ …
أي شمسٍ في فتنة تتباهى؟!

وهي تدري بٱنني ذبت عشقاً …
ودعاني إلى الهوى ما دعاها

إنما العشقُ نظرةٌ فهيامٌ …
و اندفاعٌ و رغبةٌ لا تضاهى!

و اشتياقٌ و حرقةٌ و انتظارٌ …
و وعودٌ بالوصل لا ينساها

و ٱنا العاشقُ الجريحُ و قلبي …
في هواها هوى و صار هواها!

برَّح العشقُ خافقي فنفاني …
عن حماها و عن منايَ نفاها!

و كأني أظلُّ أسأل شيئاً …
غاب عني و ما يراه سواها!

لستُ ٱدري على البلاء ٱيصفو …
لي زمانٌ و في القريب ٱراها؟!

ليت شعري أتستعدُّ و تدنو …
بوصالٍ و لا تعيق فتاها؟!

ثم تأتي كما أشاء و ترنو …
نحو فجرٍ في صبحه حيَّاها

أم أراها تروح عني و يذوي …
في عيوني من البعاد سناها؟!

و فؤادي لو آذنتني بصَرمٍ …
ما سلاها عن رغبةٍ أو قلاها!

غير أني و قد بليتُ فحسبي …
أنَّ مسعايَ كان في مسعاها!

يعتريني الأسى فأسأل عما …
دار عني بقلبها و اعتراها!

ثم أُفضي إلى الرجاء و أدعو …
في رجاءٍ ألاَّ يخيب رجاها

إنها حلوتي وحلم حياتي …
و صباحي مقيَّد بمساها

أرضُها في الغرام ٱرضي وروضي ..
روضُها والسماءُ فوقي سماها

و نجومي نجومها و ضيائي …
من ضياها وما ٱرقَّ ضياها

فلتحلِّقْ كما تشاء و تشدو …
للعصافير من شجيِّ غناها

و هي للجسم روحُه و لقلبي …
في الهوى نبضُه وللعين ماها

و عساني أسلو بصبرٍ عساني …
و عساها تحنو عليَّ عساها

إنَّ جود التي أحبُّ وجودي …
و نداها إن طوقتني يداها

أينما سرتُ في بلادٍ فما لي …
غير أنْ لا أضلَّ عن ذكراها

أُسرع الخطو نحوها و أمنِّي …
من تمنى و أستحثُّ خطاها

و لعلي ٱنال منها قليلاً …
من كثيرٍ و ٱجتني عقباها!

جازان – حرجة ضمد
٦ – ٣ – ١٤٤٥

أحمد المتوكل بن علي النعمي

شاعر - الطائر الجريح

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى