الثقافيةتحقيقات وتقاريرصالون مكة الأدبي

مصير الحداثة العربية وتحديات العصر الراهن

تحقيق: إبراهيم أردش

يموج العالم اليوم بكثير من التيارات الفكرية والفلسفية التي تتصارع فيما بينها من ناحية أو تتكامل مع بعضها من ناحية ثانية، ولعل تيار الحداثة (Modernism) كان من أبرز التيارات التي لاقت رواجًا وقبولًا في العصر الحديث كون الحداثة معنية بنشر ثقافة التنوير والعقلانية وإحداث التنمية في المجتمعات، لكن ما لبث أن تراجع فكر الحداثة في النصف الثاني من القرن العشرين بنهوض فكر ما بعد الحداثة (Postmodernism) لكن ذلك لا يعني انقضاء الحداثة أو انهيارها كليا، بل ظل للحداثة أنصارها والذين يدافعون عنها ضد التقليديين وأصحاب النزعة التراثية من جهة ومتبني فكر ما بعد الحداثة من جهة أخرى، وهذا يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة: هل الحداثة ما زالت قادرة على أن تأتي أكلها في العصر الراهن؟ أتستطيع الحداثة في العالم العربي أن تنسلخ من الحداثة الغربية وتصنع حداثتها الخاصة؟ هل يمكن أن تتصالح الحداثة مع النزعة التراثية وتسعى إلى تطويرها بما يتناسب مع العصر بدلًا من الصدام والتقويض؟ أيمكن تصور انهيار الفكر الحداثي في ظل هيمنة نموذج ما بعد الحداثة على الفكر العالمي الراهن؟ هل كان تأثر النقد العربي بصنوه الغربي الحداثي تأثرًا إيجابيًا أم سلبيًا؟ وغاية هذه الأسئلة محاولة التنبؤ بمصير الحداثة العربية في ظل تحديات العصر الراهن. وقد توجه التحقيق بهذه الأسئلة إلى طائفة من الأساتذة والأكاديميين والنقاد المعنيين بالفلسفة والتاريخ والنقد الأدبي، لمعرفة آراءهم عساها تنير طريقًا كثيف الضباب في عالم الأفكار. 

 محمد زيدان: لا بد من تغيير أدوات التفكير

  يرى الدكتور محمد زيدان الناقد الأدبي ورئيس الإدارة المركزية لإقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي سابقًا أن مصطلح الحداثة في الفلسفة والنقد والأخلاق، وغير ذلك من مجالات العلوم الإنسانية، مصطلح غربي، ارتبط أساسًا بمرحلة عصر النهضة الأوروبية، واستمر فترة طويلة تصل إلى نهاية الحرب العالمية الثانية. هو مصطلح غربي لم يكن من صناعة الفكر العربي، لأن الوطن العربي آنذاك كان منشغلاً بفكرة التحرر من الاستعمار الغربي، ولكن المصطلح وجد له صدى واسعًا في بداية القرن العشرين، وبفعل حركة الترجمة التي نشطت في مصر وفي بلاد الشام، وكذلك بفعل التأثر بالنظريات الغربية في الاقتصاد والسياسة والأدب، حتى عندما تجاوزت النظرية الغربية فكرة الحداثة إلى افتراضات ووهم مصطلح “ما بعد الحداثة” تأثر الفكر العربي به، وفي رأيي أن المصطلحين ليسا من صنع التفكير العربي، وبالتالي؛ فإن الإبداع الفكري العربي بداية من الفلسفة، ومرورًا بالنقد، وقبل ذلك أدوات الإبداع في الاقتصاد والاجتماع والسياسة، كل ذلك لم يكن طرفًا في قضية الحداثة إلا من باب تلاقي المعرفة الإنسانية ووجودها، في إطار التبادل الإنساني بين الشرق والغرب.

     ويضيف زيدان: تحتاج الحالة العربية أولاً إلى تطوير أدواتها، ومن ثمّ يكون لها فكرها في مجالات الإبداع الإنساني كافة، وبعد ذلك تأتي النتائج حسب ما تمليه ظروف التطبيق، أما فكرة الانسلاخ من الحداثة الغربية فهي فكرة لا تخص تلك الحداثة، بل تخص نفرًا ممن يصرون على أن يكونوا طرفًا فيما لم يقدموه، ومن باب التلاقي الثقافي ووحدة المعرفة يمكن أن يكون للفكر العربي رأي في الحداثة الغربية؛ لكن أولاً: نحن لسنا طرفًا فيها حتى ننسلخ عنها، والنتيجة كما ترى، التردي الفاضح في الفكر العربي على مستوى النظرية، وخذ البلاغة العربية نموذجًا، تجد أن الحالة الفكرية والتعليمية تستعصي على الحل بالشكل الموجود الآن، لا بد من تغيير أدوات التفكير، وأن تتجاوز محددات البحث العلمي ما هي عليه الآن.

 عمار الحصري: يمكننا فك هذا الإشكال عن طريق تحديد التخوم الواضحة بين ما هو للدين وما هو للحياة

 وبسؤال الدكتور عمار الحصري مدرس التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة المنصورة عن إمكانية تصالح الحداثة مع النزعة التراثية والسعي إلى تطويرها بما يتناسب مع العصر بدلا من الصدام والتقويض، قال: إن قضية صدام الحداثة والتراث تعد من القضايا التي ينشغل بها كثير من مفكري العلوم والدراسات الاجتماعية خصوصا، وكان من أوائل من تنبأ بهذا الصدام المفكر الكبير زكي نجيب محمود، ثم ظهرت هذه القضية بقوة مع بدايات الألفية الثالثة، وفي نظري تعد هذه القضية من القضايا المهمة التي تحتاج إلى معالجة جديدة، فإذا ما نظرنا إليها نظرة قضية معرفية سوف تستقيم معالجتها، وإذا ما نظرنا إليها نظرة كونها صدام وصراع، فإنه في نظري يعد صراعًا وهميًا يؤدي إلى إشغال عقول مفكري المجتمع العربي. 

  ويضيف الحصري: إن التراث إما معارف وإما عادات، والمعارف اما دينية روحية واما حياتية ونظرية. في الغالب مصطلح (الحفاظ علي التراث) يتعلق بالموروث المعرفي المتعلق بالدين، فلا يوجد عاقل في البلاد العربية يقول بضرورة التمسك بالتراث الطبي أو الهندسي العربي المنتج في العصور الوسطى، علي الرغم من روعته وموائمته لعصره، وكذلك الحال لا نجد العاقل نفسه يقول بضرورة التمسك بالنظام الحربي للمسلمين في العصور الوسطى، سواء علي نطاق التخطيط أو النطاق التقني، وبالتالي مصطلح التراث هنا وصراعه مع الحداثة يتعلق بجانب كبير بمسألة المعارف الدينية.

ولا يخفي علينا أيضا أنه هناك انعكاس تراثي على مسألة الفنون واللغات وعلومهما، وإن كنت أري أن هذا الصراع في هذه الدائرة صراعًا وهميًا ومصدره عجز المنشغلين بهذه العلوم عن امتلاك أدوات التطور وانعكافهم في دائرة من سبقهم وتلبسهم بجلاليب السابقين.

فاذا ما نظرنا لكل ما هو منتج بشري لا يمكن لعاقل أن يقول بأنه يجب التمسك به والحفاظ عليه حفاظًا حرفيًا، وإلا لماذا لم يحافظ الذين انتجوه على تراث من سبقهم ونقلوه دون إضافات أو تحديث؟

لو عدنا إلي المحور الرئيس، نجد أن الصراع – إن جاز لي قبول هذا المصطلح- في جوهره مع ما هو متعلق بالمعارف الدينية، ومن هنا يمكننا فك هذا الإشكال عن طريق تحديد التخوم الواضحة بين ما هو للدين وما هو للحياة، فإن كان المجتمع العربي قد استقر نفسيا وعقليا على النظر نحو الأخلاق أنها تستقي من مصدر ديني فإنه في هذه الحالة نخلص مثلا إلي أن رفض الدعوة إلى المثلية لا يعد معاداة للحداثة بقدر ما أنه رفضا لقضية هي في الأساس تتعارض مع الأخلاق المستقاة من مصدر ديني.

وكذا إذا ما تم النظر الي بعض الفروع الاقتصادية علي أنها تعد منتجا بشريا فإنه يمكننا قبول الطرح الحداثي للنظريات الاقتصادية المطروحة. وعلي هذا القياس يمكننا قبول الطرح الحداثي في المجال السياسي. والخلاصة أنه مادام هناك حيره في تحديد ما هو للدين وما هو للحياة في الوطن العربي يظل الصراع حتميًا وإجباريًا.

واذا نظرنا لمسألة الحداثة والتراث من منظور معرفي في قضايا التفسير والاعتقاد والفقه، – مع ترك الحديث في مسألة باب الاجتهاد التي هي أحد الضروريات الحياتية والدينية – وتمت الاستجابة لتحدي رفض المنتج العلمي التي اتفقت عليه الأوساط المعرفية قديمًا وحديثًا فإن هذا يعد تجذيرًا لانشقاقات معرفية، وإيجادًا لمعارك وهمية في المجتمع الواحد. بل والعكس تماما فإن فتح بابا لهذا المعارك إنما يعد مخالفة لمفهوم الحداثة التي تسعى لخلق حوارا حضاريا بين الشرق والغرب، فإن السعي للحوار مع الخارج وتركه في الداخل عن طريق تجذير الخلاف مع محبي التراث يدعونا إلى التأمل في هذه المسألة…

أحمد كريم بلال: الجمود التام والثبات المـُطلق إنما هو تقويض للإنجاز

   ويشير الناقد الأدبي الدكتور أحمد كريم بلال إلى أن الانتقال إلى الحداثة سُنّة كونيّة ثابتة، لا يمكن مدابرتها ولا مجافاتها، والجمود التام والثبات المـُطلق إنما هو تقويض للإنجاز؛ والمشكلة ليست في (الحداثة) باعتبارها تطورًا وارتقاءً؛ وإنما في حصرها داخل (الإطار الغربي) على وجه الخصوص، واعتبارها قطيعةً مع التراث، وتمردًا على الثوابت الدينيّة، وخطابًا نخبويًّا خاصًا، وهذا الجانب الذي أشرنا إليه يتآكل تدريجيًّا، ويفقد مصداقيته تلقائيًّا، لأنه لا يستند إلى قاعدة جماهيريّة تدعمه وتتبناه؛ وعلينا أن ننتبه إلى كون الحداثة الأدبيّة على وجه الخصوص حداثة نسبيّة؛ فما جاء به البارودي قد يُرى الآن تقليديًّا ورجعيًّا؛ لكنه كان في سياقه التاريخي حركة طليعيّة حداثيّة رائدة؛ لأنه كان انقلابًا على النظم الزخرفيّ المعاصر له؛ وقد كُتب له التوفيق لأنه لم يبق حبيس إنتاج الرائد الأول؛ وإنما تداوله الأدباء، واحتفى به الجمهور. وأود الإشارة إلى حركة شعريّة تحديثيّة رائدة تمتد – الآن – بقوة لافتة للانتباه؛ عنيتُ: حداثة القصيدة العموديّة، رأيت كثيرًا من الشعراء يكتبها بشكل جديد مختلف، لا يمكن اعتباره امتدادًا للنمط الكلاسيكي التقليديّ، ولا تابعًا لتيار التغريب والقطيعة، وهذه – من وجهة نظري – حداثة مثمرة وبنَّاءة. المشكلة – إذن – فيمن يريد تفسير الحداثة وفق منظور وحيد يرى ما دونه رجعيًّا وتقليديًّا…    

وعن علاقة الحدثة بما بعد الحداثة يضيف: نحن مختلفون في فهم (الحداثة الأدبيّة)، ومن ثم نختلف في فهم المقصود بما بعدها، إذا كنا نعتمد المفهوم الغربي؛ فإن ما بعد الحداثة – تبعًا لهذا المفهوم – إنما هو إمعان في الفوضويّة وتغييب المعنى وانتقال من عدم الثبات إلى مزيد من عدم الثبات، وهو – بهذا الشكل – لا يجافي الحداثة بقدر ما يُعمِّق من مجراها.  

 معتز سلامة: لا حداثة بدون الرجوع إلى التراث

 وبسؤال المترجم والناقد الأدبي الدكتور معتز سلامة عن غياب الحداثة العربية الخاصة في مجال النقد الأدبي وتأثر الحداثة العربية بصنوها الغربية نقديًا جاءت إجابته على النحو الآتي: بداية يجب علينا أن ننتبه إلى خطورة إطلاق الأحكام العامة على مثل هذه القضايا الشائكة؛ لأن نقدنا العربي لم يتأثر كله بالنقد الحداثي، فبمجرد ظهور الحداثة وشيوع أفكاره، أصبح لدينا مجموعتان: المجموعة الأولى كانت منغلقة على نفسها وأفكارها، ورفضت الحداثة جملة وتفصيلاً، ودعت للانكباب على التراث والدراسات ما قبل الحداثية للاشتغال بها؛ لكون الحداثة فكرًا دخيلاً على الفكر العربي، ومخالفًا للخصوصية العربية؛ النصية والحضارية. أما المجموعة الثانية انفتحت على مستجدات النقد الغربي المعاصر ومناهجه، في ظل حالة الركود والترهل الذي شهده نقدنا العربي، وقد انقسمت هذه المجموعة أيضًا إلى قسمين: أحدهما، احتذى بمنجزات الآخر الغربي الحداثية حذو القذة بالقذة، كما يقولون، وكان ذلك نتيجة منطقية لصدمة الحداثة والانبهار بما أنتجه الآخر الغربي. أما القسم الآخر، كان أكثر فهما لواقعنا المعاصر، فتأثر بالحداثة ومناهجها ولكن لم يأخذها كما هي بل أعمل فيها فكره حتى ينتج أعمالاً نقدية تتلاءم مع طبيعتنا الثقافية؛ فهذا القسم لم يرفض الحداثة تمامًا، ولم ينبهر بها تمامًا، بل سعى للتوفيق بينها وبين ثقافتنا العربية، فسعى إلى تكييف المنهجية النقدية العربية مع الخصوصية العربية. أما بخصوص أننا لم نستطع صناعة حداثتنا النقدية الخاصة ففي ظني أن هذا يعود للهزيمة الحضارية التي نعاني منها منذ خروج المستعمِر من بلادنا العربية بمعداته وأفراده، وتركه فكره وثقافته نسير خلفها ونحاول الوصول إليها بوصفها المنجز الأفضل فكرًا، هذا الأمر جعلنا نبتعد عن تراثنا ونستجيب للدعوات الهدامة التي ترى أنه كله تخلف ورجعية وبه قصور فكري كبير، هذا الابتعاد جعلنا نهرب نحو الآخر الغربي ونلوذ بفكره، وفي الحقيقة أنه لا حداثة بدون الرجوع إلى التراث، لا للسير على منهاجه والأخذ بمقولاته كما هي بدون مساءلة، ولكن نحن نعود إليه للتنقيب فيه، ومساءلته، واكتشاف الجانب المنير فيه، وتطوير مقولاته؛ للوصول إلى نسخة نقدية ملائمة لثقافتنا العربية وخصوصيتها من جهة، وغير متخلفة عن الركب الحضاري العالمي من جهة أخرى.

رامي هلال: الحداثة قانون ذاتي خاص، علينا أن نعي فيه واقعنا، وننخل فيه تراثنا، ونفتح نوافذنا فيه للرياح اللواقح القادمة من الآخر

  يرى الباحث والناقد الأدبي الأستاذ رامي هلال أن الحداثة الغربية نشأت في ظروف خاصة، وتجلت فيها قدرة الغربيين على صقل الوعي؛ لمواجهة الواقع ومشكلاته، وقامت على استيعاب التراث اليوناني والروماني (التراث الكلاسيكي)، وهضمه، وتجاوزه، والاستفادة من بذوره الصالحة في تخصيب الواقع الأدبي والفني، أما نحن فأمة لها تراث عريق مهيمن وفاعل ولا يمكن لحداثتنا أن تضيئ- أيضا- إلا أن نستوعب تراثنا الثري بحثا ودراسة بغير تقديس يجعله فوق النقد فنقتل روح الاجتهاد، أو تدنيس يقطع صلتنا به، وذلك عبر رؤية متوازنة تحتفظ بشعلة الأجداد لا برمادهم. 

    وإذا كان التفكير الناقد قد حرر الإنسان من سطوة التفكير الخرافي والأسطوري، وظل القاسم المشترك الذي لازم الحداثة وما بعدها في كل مراحلها التاريخية والفكرية فإن خضوع التحديث العربي، وهيمنة النموذج الغربي عليه، يؤصل للتبعية والتقليد، ويمنعنا من الوصول إلى بلوغ مرحلة الرشد، وهي قائمة على الاستقلال والإبداع والنقد للغرب ذاته، كما يرى المفكر طه عبد الرحمن، فالحداثة تطور داخلي ذاتي يجمع بين متطلبات واقعية وتاريخية وثقافية خاصة، وهي حداثات متعددة ومتنوعة لا حداثة مركزية واحدة كما نتوهم.

    وعن علاقة النقد العربي بصنوه الغربي يقول هلال: والنقد العربي الحديث قد تأثر بالنقد الغربي إيجابًا من خلال الرياح اللواقح التي صفقت نوافذنا فأعدنا قراءة التراث والنبش فيه كما فعلت رياحنا مع نوافذهم بالأمس، فهل اكتشفنا عظمة (عبد القاهر الجرجاني) إلا بعد قراءة (دي سوسير)، وهذا التأثر يضيق ويتسع وفق التكوين الثقافي والتراثي للناقد، فمن النقاد من يهضم النظريات الوافدة، ويخلطها بلحمه ودمه فتظهر بشكل جديد، ومنهم خال من ثقافته الأم، فيخضع النص العربي لإجراءات وتنظيرات غريبة عليه. 

    والقصيدة مقيدة الآن بأعباء عدة منها: حالة الجمود السياسي التي أصابت كثيرا من الشعراء بالإحباط واليأس، وحالة التوتر التاريخي، ومن خلال السعي المحموم لبعض الشعراء نحو الشهرة والعطايا المادية، كل هذا قد حفز النموذج القديم للقصيدة العربية ودفع بها إلى الواجهة مرة أخرى.

   إن الحداثة قانون ذاتي خاص، علينا أن نعي فيه واقعنا، وننخل فيه تراثنا، ونفتح نوافذنا فيه للرياح اللواقح القادمة من الآخر، ولا ننسى أن نتلمس من خلالها بصمة أرواحنا حتى لا نسقط في هوة التبعية والتقليد.

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com