المقالات

قيادة من أجل المستقبل

في خضم العمل المؤسسي يواجه القائد العديد من التحديات التي تواجه المنظمة التي يتولى دفتها؛ مما يؤثر على التركيز في العمل، ويعوق تحقيق أهداف المنظمة ورؤيتها.
فالتركيز على تطوير الموظفين والاهتمام بالموهوبين بصفتهم مصدرًا رئيسًا لهذه المنظمة، من أهم أسس الإبداع وتحسين وتطوير الخدمات والمنتجات؛ حيث تُعد القيادة من المكونات الأساسية لتحقيق نجاح المنظمات والهيئات في المستقبل، فهي ضرورة ملحة وأساسية على كافة المستويات.
إن التميز والإبداع الذي تصنعه القيادة يرتكز على عدة مبادئ من أهمها استشراف المستقبل والتغيرات التي تحدث سواء على المستوى القريب أو البعيد في جميع مجالات المنظمة سواء الجانب الاقتصادي أو الاجتماعي أو الثقافي، وبناء الخطط والبرامج لمواجهة تلك التحديات؛ مما يبث الحيوية والنشاط في روح المنظمة، ويزيدها قوةً وتماسكًا، لخلق فرص جديدة، وزيادة قدرتها على المنافسة في السوق.
وأن من أهم التحديات التي تواجه القائد تطوير الموظفين وتدريبهم وتلمس حاجاتهم والاهتمام بميولهم، وهذا يتطلب العمل على مبدأي التوجيه والمساندة؛ خاصة مع الموظف الجديد الذي يتطلب كلا الأمرين من خلال النصائح والتوجيهات في العمل وتقييمه، أو المساندة من حيث دعمه والإنصات له ولما يُعانيه، فضلًا عن تلمس حاجاته في التدريب والتطوير المهني وتحقيقها.
إن القائد الناجح هو الذي يتعرف على موظفيه ويطور مهاراتهم من حيث المتابعة والمساندة لكل موظف حسب احتياجه، وهذا يتطلب التعرف على قدراتهم ومهاراتهم وصقلها، واختيار المميزين من بينهم، وتمكينهم في الجوانب القيادية؛ لأنهم داعمون له في تميز المنظمة وتحقيق أهدافها ورؤيتها.
إن التخطيط بأنواعه المختلفة يتجلى بوضوح في سمو القيادة، وكذلك العديد من المهارات القيادية التي تتطلب أن يكتسبها القائد حتى تزيد من فرص تميزه ونجاحاته، ومن أهمها: إدارة الوقت، وفقه الأولويات، واستشراف المستقبل، وبناء حاضر ومستقبل المنظمة التي ترتكز على العلاقات الإنسانية، والعديد من الصفات التي من أبرزها الذكاء الوجداني والعاطفي، وتحقيق رؤية ورسالة المنظمة، وهنا تكون نقطة انطلاق للقيادة في صناعة التغيير والانتقال لمراحل أخرى من التميز، وتحسين سمعة وصورة المنظمة لدى العملاء.
إن سمو القيادة ومبادئها ترتكز على أهمية بناء قدرات القائد الذاتية وتحديد جوانب القوة لديه وتنميتها وتعزيزها واكتساب المهارات القيادية التي تُعزز فرص النجاح وقيادة المنظمة، والقدرة على التأثير على العاملين فيها من خلال رؤية ورسالة المنظمة والعلاقات الإنسانية والقدوة والعدالة بين العاملين، وإن ذلك سيُعزز قدرة المنظمة التنافسية في السوق، ويجعلها قادرة على تحقيق متطلبات التميز وصناعة النجاح.
فكم من قائدٍ لديه رؤية ورسالة وأهداف؛ فوظفها بالتعاون مع فريقه حتى أصبحت واقعًا يلمسه الفريق من خلال أدائه؛ فتميز هذا القائد وتميز معه فريقه وأبدع.
وكم من منظمةٍ ضاعت رؤيتها ولا يملك قائدها أهدافًا لمنظمته، فغابت الرؤية، وتشتت الاتجاه، فسارت المنظمة في كل اتجاه، وبقيت في مكانها إن لم تتأخر عن باقي المنظمات في جودتها وتميزها.
فالقائد الذي يُشارك فريقه بخبراته وتجاربه مع الآخرين، ويشركهم في وضع الخطط والبرامج التي تسهم في تحسين وتطوير المنظمة، يسهم بدوره في تقليل ضغوط العمل وإدارة الأزمات من خلال بعض السمات التي يكون فيها مستمعًا جيدًا ومنصتًا فملهمًا في حديثه ود واستماع وتطوير للآخرين، يشاركهم في صناعة القرار ولا ينفرد به، وكذلك يبني لديهم مفهوم التعلم الذاتي والتعاون والإنصات والقيادة التشاركية، فيصل بالمنظمة إلى أفق التميز والإبداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com