الأئمة الأربعة هم من خيرة العلماء-رحمهم الله- وهم على الترتيب:
الإمام “أبو حنية النعمان بن ثابت” مؤسس علم الفقه، يعتبر أول الأئمة الأربعة، والتابعي الوحيد بينهم، ولد في الكوفة عام ثمانين من الهجرة ونشأ فيها.
أراده أمير العراق ” عمر بن هبيرة” على القضاء فأمتنع ورعاً، وأراده أبو جعفر المنصور بعد ذلك على القضاء فأبى، فحلف عليه ليفعلن، فحلف أبو حنيفة أنه لن يفعل، فحبسه إلى أن مات عام 150هـ.
قال عنه ابن خلكان: “حسن المنطق والصورة، جهوري الصوت، إذا حدث انطلق، وكان لكلامه دويٌ”. وقال عنه الشافعي:” الناس عيال الفقه على أبي حنيفة”، له العديد من الكتب أشهرها ” المسند في الحديث”، و”المخارج” في الفقه، كما تنسب إليه رسالة “الفقه الأكبر”.
ثاني الأئمة ” مالك بن أنس”؛ ولد في المدينة المنورة عام 93هـ، هو امام أهل الهجرة وإليه تنسب المالكية، كان صلباً في دينه، وُشي به إلى جعفر المنصور العباسي، فضربه سياطاً انخلعت لها كتفه، وجه إليه هارون الرشيد دعوة ليأتيه فيحدثه، فقال له:” العلم يؤتى” ؛ فقصد الرشيد منزله وجلس بين يديه ، فحدثه، وسأله المنصور أن يضع كتابا للناس يحملهم على العمل به، فصنف ” الموطأ”، وله رسالة في “الوعظ” وكتاب في “المسائل” ورسالة في “الرد على القدرية”، كتب عنه جلال الدين السيوطي وآخرون، توفي بالمدينة المنورة عام 179هـ.
ثالث الأئمة “محمد بن إدريس الشافعي” ولد عام 150هـ في غزة بفلسطين، إليه ينسب الشافعية كافة، توفي في القاهرة عام 204هـ، كان أشعر الناس وأعرفهم بالفقه والقراءات، قال عنه الإمام “أحمد بن حنبل”: “ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منه”.
أفتى وهو ابن عشرين سنة، له تصانيف كثيرة من أشهرها “الأم”، ومن كتبه “المسند” في الحديث، و “أحكام القرآن”، و”المواريث” و”فضائل قريش”.
رابع الأئمة “أحمد بن حنبل” ولد في بغداد عام 164هـ، وتوفى وهو على تقدُّمه عند المتوكل، هو إمام المذهب الحنبلي؛ نشأ منكباً على طلب العلم وارتحل في سبيله إلى الكوفة، والبصرة، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة، وغيرها من البلدان.
كان حسن الوجه طويل القامة، صنف “المسند”، الذي يحتوي على ثلاثين ألف حديث، و”الناسخ والمنسوخ” والرد على الزنادقة، وكتاب “فضائل الصحابة”.
في أيامه تولى المعتصم فسجنه لامتناعه عن القول بخلق القرآن، وأطلق سراحه سنة 220هـ، ولم يصبه شر في زمن الواثق بالله الذي تولى الخلافة بعد المعتصم، ولما توفى الواثق وولي أخوه المتوكل أكرم الإمام ابن حنبل وقدمه، وتوفى الإمام “أحمد بن حنبل” وهو على تقدمه عند المتوكل عام 241هـ ببغداد.
هؤلاء هم الأئمة الأربعة أقمار تتلألأ في دنيا الناس، أولها ” مالك بن أنس”، وأكبرها “أبو حنيفة”، وأكثرها لمعانا “الشافعي”، وأشدها قوة ومتانة الإمام “أحمد بن حنبل”.
0