دخل الإسلام في الصين مع دخول التجار العرب في القرن السابع الميلادي، لكن لا يعرف الكثير من المسلمين عن مساجد الصين وعمارتها الإسلامية، فهناك المسجد الكبير الذي كتبت آيات من القرآن الكريم على جدرانه، بُني في مدينة شيآن في مقاطعة شنشي، ليكون هدية من الإمبراطور الصيني ” لي لونج جي” للتجار المسلمين الذين أستقر العديد منهم في الصين في تلك الفترة وكان انطلاقة لبناء العديد من المساجد الأخرى في جميع أنحاء الصين.
يعتبر مسجد شيآن أو الجامع الكبير واحداً من أقدم وأشهر المساجد في جمهورية الصين الشعبية، على مساحة تبلغ 12 كيلوا متر، يقع في مدينة شيآن والتي كانت عاصمة للصين لفترة تزيد عن ألف عام، المدينة عريقة وتاريخية ومليئة بالآثار القديمة، وتُعتبر المكان المفضل للكثير من الزوار من داخل وخارج الصين.
تصميمه المعماري يشبه لحد كبير تصميم القصر الإمبراطوري الصيني في روعة بناءه وجمال هندسته المعمارية؛ كما تنتشر في ساحات المسجد الحدائق التي تزينها أشجار الفواكه كالخوخ والبرقوق والكاكا والمشمش وغيرها.
يتكون المسجد من أربعة أدوار متراصة، تتوزع فيها أربع وثمانون غرفة من المباني الرئيسية. توزعاً متناسقاً، وتنتشر بالمسجد الأبنية الحجرية التي تحكي تاريخ بناءه في عام 762م.
يعد المسجد الكبير تحفة معمارية في وسط الصين، وروعة المسجد تتجلى في قاعة الصلاة التي تتميز بالجمال والفخامة وتسع لألف مصل، وبها شيء فريد نادراً ما تجده في أي مسجد آخر في العالم، حيث تم كسوة جدرانها بالخشب العطري الثمين الذي خطت في الجزء العلوي منه آيات القرآن الكريم كاملة، مع الترجمة الصينية لمعانيه في جزئه السفلي في منظر جميل.
يستقبل مسجد الصين الكبير الكثير من الزوار طوال العام من جميع دول العالم وخاصة من غير المسلمين من أوروبا وأمريكا باعتباره يمثل أحد أبرز المعالم الأثرية الإسلامية والوطنية في الصين الشعبية.
بعد فوز الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية الصينية التي بدأت عام 1927م بقيادة الجنرال “تشانغ كاي” وتوقفت عام 1950م، تم إغلاقه وتحويله إلى مصنع للحديد والصلب، لكن في العام 1956م، تم إعلان المسجد موقع تاريخي وثقافي صيني محمي على مستوى مقاطعة شنشي، ثم على قائمة اليونسكو للتراث الإسلامي، ليعاد فتحه للصلاة والزوار في عام 1988م.
لا يزال المسجد يستخدم مكاناً للعبادة من قبل الجاليات الصينية المسلمة، أما السياح فيمكنهم زيارته مقابل مبلغ مالي مقداره 25 يواناً صينياً ما يعادل أربع دولارات أمريكية.
0


