
عبدالله الذويبي : ألقى فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري خطبة الجمعة من المسجد الحرام بمكة المكرمة، والتي جاءت تحت عنوان: «بالشكر تدوم النعم»، حيث ركّز فيها على أهمية شكر الله تعالى على نعمه، وبيّن أن الشكر الحقيقي يتمثّل في تسخير النعم لتحقيق الفضائل، والبعد عن جعلها وسيلة للمعاصي والرذائل، مؤكدًا أن المعاصي تُذهب النعم كما تأكل النار الحطب.
وأشار فضيلته إلى أن مقابلة نِعَم الله بالشكر، ومعرفة ما يجب لها من الحمد والذِّكر، هو واجب على كل مسلم، وضرورة حتمية لكل مؤمن، موضحًا أن ذلك السبيل الأكيد لزيادة النعم ودَوامِها، استنادًا إلى قول الله تعالى:
﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
كما بيّن الشيخ الدوسري أن الشكر هو صفة الأنبياء والمرسلين، وأن أحبَّ الخلق إلى الله هم الشاكرون الذين يداومون على شكر نعمه، في حين أن أبغض الناس إليه هم من كفروا بالنعم وعطّلوها.
وأضاف فضيلته أن منزلة الشكر عند الله عظيمة، حتى إن الله تعالى سمّى نفسه “شاكرًا” و”شكورًا”، وأطلق هذه الصفة على عباده الشاكرين، مما يدلّ على حبّه لهم ورفعة منزلتهم، مؤكدًا أن ثواب الشكر عظيم، وأجره عميم، وهو سبب للأمان من العقوبات، والنجاة من المكروهات.
واختتم فضيلته خطبته بالدعوة إلى التأمل في نعم الله، واستحضارها في القلوب، وتسخيرها في طاعة الله ورضوانه، كي تدوم وتزداد، مستشهدًا بالآيات والأحاديث التي تحثّ على الاعتراف بالنعم وشكر المنعم، داعيًا الله تعالى أن يجعلنا من عباده الشاكرين.