
عبدالله الذويبي : ألقى فضيلة الشيخ عبد المحسن بن محمد القاسم خطبة الجمعة في المسجد النبوي الشريف، تحت عنوان: “من جعل الأولياء واسطةً بينه وبين الله في الدُّعاء فقد أضاع معنى العبوديَّة”، حيث تناول فيها بيان التوحيد الخالص، وخطورة صرف الدعاء والعبادة لغير الله تعالى، مؤكدًا أن اتخاذ الأموات أو الأولياء والصالحين وسطاء بين العبد وربه يُنافي التوحيد، ويؤدي إلى الضلال والخذلان.
وأوضح فضيلته أن من سلك هذا الطريق فقد خالف مقتضيات العبودية لله، ولم يجنِ من فعله إلا الخسران، إذ لا ولي له ولا ناصر، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم مليء بالتأكيد على أعظم أصل من أصول الدين، وهو إفراد الله بالعبادة ونبذ الإشراك به، كما قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: 36].
وأكد الشيخ القاسم أن الله بيَّن كمال صفاته في كتابه العزيز، ليُعلَم أنه المستحق وحده للعبادة، فصفات الكمال لا تكون إلا لمن كان عالمًا، قادرًا، غنيًا، أما من دونه من المخلوقات فليس لهم شيء من صفات الربوبية، فلا يخلقون، ولا يغيرون، ولا يملكون لأنفسهم ضرًا ولا نفعًا، فضلًا عن أن يملكوه لغيرهم، كما قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ﴾ [سبأ: 22].
وأضاف فضيلته أن من عبد غير الله سيتحول ولاؤه للمعبودات إلى عداوة يوم القيامة، وسيتبرأ منه الشيطان الذي أغواه، متحسرًا على ما قدم من عمل، كما قال الله تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنعام: 27].
واختتم الشيخ القاسم خطبته بالتأكيد على أن العبادة حق خالص لله وحده، ولا تُصرف لمخلوق مهما كانت منزلته، فالله هو الذي يُجيب الدعاء، ويكشف الضر، ويغفر الذنوب، وهو الملاذ الوحيد لعباده، داعيًا المسلمين إلى تحقيق التوحيد في حياتهم، والاعتماد على الله وحده في كل شأن من شؤونهم.