من الرجال الذين اتخذوا مواقف حاسمة خلدها التاريخ ، وأثرت في مصير أمتهم وغيرت مجرى تاريخ بلدهم بأسره، هو الزعيم المناهض لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا السيد “نيلسون مانديلا”؛ إنه من الشخصيات “الكاريزمية” التي دخلت التاريخ، وقد صدق فيه قول أحدهم:” الرجال مواقف والمواقف يخلدها الرجال”.
هو أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا، ولد في يوليو 1918م وتوفى والده وهو في التاسعة من العمر، حارب العنصرية ضد السود المتفشية في جنوب أفريقيا من الجنس الأبيض، أمضى أكثر من ربع قرن داخل السجن، وبعد خروجه أصبح رمزاً دولياً ضد نظام الفصل العنصري، حيث أطلق سراحه سنة 1990م.
بعد خروجه من السجن دافع عن سجانيه، وتحول إلى رمز للتسامح والتصالح بين فئات شعبه المتعدد الأعراق، حرص على تجاوز الأحقاد المتراكمة من أجل الوئام الوطني في بلاده، فأوقف الكفاح المسلح وقاد المفاوضات مع رئيس جنوب أفريقيا وقتها “فريدريك ويليام” لإنها التمييز العنصري، وتحقيق طموحه الذي عبر عنه في كتابه بعنوان “رحلتي الطويلة في طريق الحرية” والذي قال فيه:” عندما خرجت من السجن كانت مهمتي تتمثل في تحرير الظالم والمظلوم معاً”.
بفضل موقف “مانديلا” المتسامح خرجت جنوب أفريقيا من نظام التميز العنصري بسلام، وتبنت دستورا جديداً تعددياً، وتم انتخابه كأول رئيس أسود في تاريخ جنوب أفريقيا في سنة 1994م، ولكنه اكتفى بولاية رئاسية واحدة ليترك منصبه الرئاسي في 1999م، حيث قرر التقاعد عن العمل واشتغل بالأعمال الخيرية من خلال مؤسسة مانديلا الخيرية لمكافحة الإيدز، وصندوق نيلسون مانديلا للطفولة.
من أبرز مقولاته التي أصبحت ملهمة للكثيرين من محبيه في العالم، أقتبس الآتي:
1-ليس سهلا أن تخلق لنفسك روحا محببة، ولا شخصية جذابة، ولكن من السهل لأن تكون خلوقاً ليرتاح بقربك الآخرون.
2-عند خروجي من السجن أدركت أنه إن لم أترك كراهيتي خلفي فإنني سأظل سجينا.
3- الشجعان لا يخشون التسامح من أجل السلام. أنتهى الاقتباس
حصل “نيلسون مانديلا” على الكثير من الجوائز والأوسمة والشهادات التكريمية، من أبرزها جائزة نوبل الشهيرة في مجال السلام الدولي، التي حصل عليها مناصفة في عام 1993م، مع آخر رئيس لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا “فريدريك ويليام”، كما اختارته الأمم المتحدة سفيراً لها للنيات الحسنة عام 2005م.
توفي “مانديلا ” في بداية ديسمبر 2013م، بعد صراع مع المرض، فودعه شعب جنوب أفريقيا بالدموع والورود.
