في كل مرة تتخذ المملكة العربية السعودية خطوة نحو التقدم والازدهار، نجد من يسارع إلى مهاجمتها، متناسياً حقائق لا يمكن إنكارها حول دورها المحوري في المنطقة والعالم. السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذا الهجوم المتكرر؟ هل هو نابع من سوء فهم، أم أنه متعمد يخدم أجندات معينة؟
السعودية ليست دولة هامشية في محيطها، بل هي قوة اقتصادية وسياسية ذات تأثير عالمي. فمن خلال رؤية 2030، والتي اطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء استطاعت المملكة أن تحقق تحولات جذرية في الاقتصاد، الثقافة، والتكنولوجيا، مع التركيز على تنويع مصادر الدخل والاستثمار في الإنسان قبل كل شيء.
ومع ذلك، بدلاً من الإشادة بهذه الإنجازات، نجد أن البعض يحاول التقليل منها أو تشويهها.
تاريخياً، كانت السعودية ولا تزال الحامي الأول للقضايا العربية والإسلامية. من دعم القضية الفلسطينية، إلى جهودها في استقرار المنطقة، لم تتأخر المملكة عن أداء واجبها تجاه أشقائها. ورغم ذلك، فإن البعض يختار تجاهل هذا الدور، محاولاً تصوير المملكة وكأنها مجرد لاعب تابع، متناسياً ما قدمته وتقدمه باستمرار.
كونها أكبر مصدر للنفط في العالم، تلعب السعودية دوراً محورياً في استقرار الاقتصاد العالمي. سياساتها المتزنة في منظمة “أوبك+” تحمي الأسواق من التقلبات الحادة التي قد تضر بالدول الفقيرة قبل الغنية. ومع ذلك، كلما اتخذت قراراً يخدم مصلحتها الوطنية، تتعرض لانتقادات غير مبررة، وكأن المطلوب منها أن تعمل لصالح الآخرين على حساب أمنها الاقتصادي.
الإصلاحات التي شهدتها السعودية في السنوات الأخيرة، سواء في تمكين المرأة، تطوير القطاعات السياحية، أو التحولات الاجتماعية، كانت مثالاً على كيف يمكن لدولة أن تتقدم دون أن تفقد هويتها. ومع ذلك، هناك من يريد أن يقود السعودية إلى نموذج معين يتماشى مع أهوائه، وحين لا يحدث ذلك، يبدأ الهجوم والانتقاد.
لا يمكن إغفال أن هناك حملات إعلامية ممنهجة ضد المملكة العربية السعودية، بعضها مدفوع من جهات معروفة، تهدف إلى تشويه صورتها لأغراض سياسية أو اقتصادية. ولكن الحقائق على الأرض أقوى من الدعاية، والسعودية تثبت يوماً بعد يوم أنها قادرة على مواجهة هذه الحملات عبر العمل الجاد والتقدم المستمر.
الهجوم على السعودية ليس جديداً، لكنه في كل مرة يصطدم بجدار الإنجازات والحقائق. المملكة العربية السعودية اليوم أقوى وأكثر تأثيراً، وتعمل برؤية واضحة لمستقبلها، دون أن تتأثر بضجيج المشككين. لذا، يبقى السؤال موجهاً لأولئك الذين يهاجمونها: لماذا لا تنظرون إلى الحقيقة كما هي؟ ولماذا تحاولون إطفاء نور بلد يسير بثقة نحو مستقبل مزدهر؟
وأختم بحكمة جميلة تقول ” لا يرمى بالحجر إلا الشجر المثمر “.