المقالات

يوم التأسيس… العين بعد فراقها الوطنا

في الثاني والعشرين من شهر فبراير الحالي 2025م، يُعد هذا اليوم من المناسبات الوطنية المهمة التي تحتفل بها المملكة العربية السعودية، حيث يمثل ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود في عام 1727م.

وأقتبس هنا من رائعة أحد رجال الملك عبد العزيز -رحمه الله-، الشيخ خير الدين الزركلي، في حب الوطن وعذاب البعد عنه:

العين بعد فراقها الوطنا… لا ساكنًا ألفت ولا سكنًا

تحتفل المملكة في هذا اليوم بعلمها الشامخ، الذي لم يُنكّس قط منذ ما يقارب 300 عام، توارثه الأبناء عن الأجداد، وحافظوا عليه مرفوعًا، مرفرفًا، يعلوه كلمة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.

وهنا شهادة للتاريخ، سجلها المؤرخ والمفكر الإسلامي المصري الشهير محمد جلال كشك، في كتابه “السعوديون والحل الإسلامي”، حيث قال فيه:

“الجيش السعودي هو الجيش الوحيد الذي كان يرفع راية واحدة في معاركه، راية التوحيد الخضراء، بينما كانت جميع جيوش المنطقة ترفع علمها إلى جانب علم المستعمر!”

هذه المناسبة العزيزة على قلب كل مواطن سعودي ومواطنة؛ هي ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى، وهو يوافق التاسع والعشرين من جمادى الآخرة لعام 1139هـ، الموافق لشهر فبراير من عام 1727م.

إن الاحتفاء بهذا اليوم يأتي اعتزازًا وفخرًا بالجذور الراسخة لهذه الدولة العريقة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقيادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، حين أسس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، ثم تمكن الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود في عام 1240هـ من تأسيس الدولة السعودية الثانية.

وبعد ذلك، قيّض الله للملك المؤسس للدولة السعودية الثالثة، الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، أن يستعيد الرياض في عام 1319هـ الموافق 1902م، ومن بعده سار أبناؤه الملوك البررة على نهجه، وهم سعود، فيصل، خالد، فهد، وعبد الله -رحمهم الله جميعًا-، وصولًا إلى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، حيث واصلا المسيرة المباركة في تعزيز بناء الدولة، وترسيخ وحدتها، والاهتمام بشعبها العظيم، ووضعها في مكانتها اللائقة بين الأمم.

حفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى