المقالات

المملكة وشرف توسعة المطاف!

الحمد لله الذي جعل بيته الحرام مثابةً للناس وأمنًا، وزاده تشريفًا وتعظيمًا، وطهَّره للطائفين والعاكفين والركع السجود، وأهوى إليه أفئدة الجموع والحشود.

فعلى مقربة من الكعبة المشرَّفة، وفوق جبل أبي قبيس، حيث صدع النبي محمد ﷺ بالدعوة أول مرة، التقى شرف المكان والزمان.

لقد كان المطاف الذي يؤدي فيه الحجاج نسكهم لا يتسع إلا لاثنين وخمسين ألف طائف في الساعة، ولكن عندما أذن الله بمشروع توسعة المطاف ليكتمل، زادت المساحات، وهيئت أماكن للطواف في كل دور من أدوار الحرم الشريف، بحيث أصبحت مساحات الطواف تتسع لمئة وسبعة آلاف طائفٍ في الساعة الواحدة!

فأي سعة وراحة لضيوف الرحمن كان سببًا فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -؟ وأي منقبة ستحفظها لهما مكة المكرمة ما بقيت، وما بقي أهلها وزوارها وعمارها؟ إن قيادتنا الرشيدة هي من حفظت لهذا البيت الحرام ولهذا الوطن أمنه ورخاءه وشموخه.

إن قيام المملكة العربية السعودية بشؤون الحرمين هو رسالة وجود، وهوية كيان، وعنوان التزام وانتماء، ولذلك لا تجد موقفًا يخدم الحرمين وينفع ضيوف الرحمن إلا والمملكة في طليعته، موقفًا يمتلئ بالفخر، ويخلده التاريخ بأحرف من نور.

ولا عجب في ذلك، فقد اختصها المولى بكرمه للقيام على شؤون هذه المدينة المقدسة، مكة المكرمة، المدينة التي لا يمكن لأركان الإسلام الخمسة أن تجتمع إلا فيها!

يسعك أن تشهد، وأن تصلي، وأن تصوم، وأن تزكي حيث شئت، ولكن أنى لك أن تضيف إلى كل هذا الحجّ، إذا لم تكن في مكة؟!

وصدق الشاعر حين قال:

فلا حجَّ إلا أن يكون بأرضها… وقوفٌ، وذلك في الصحاح رويناه

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. لم يشهد المسجد الحرام توسعة مثيل لها منذ ان وضع الله البيت العتيق فجزا الله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان كل خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى