خواطر قاري

من حيث لم أحتسب

خاطرة.

شيّدتُ له في القلب مدينةً من نور، أحطتُها بأسوار الثّقة، أحكمتُ إغلاقها بمواثيق الأمان.
كلّ زاوية فيها تنبضُ بالسكينةِ وكلُّ ركنٍ تحفه الطمأنينة؛ في سلام نسجه صدق حبي الذي احتضنَ نعيمَ يقيني في محراب قربه.

فجأةً انطفأ النور، أظلمتْ مدينتي، تزلزلتْ أركانها، اهتزَ كيانُ أماني الذي تمسّكتُ به في ثقة عمياء!

طعنةُ غدرٍ اخترقت نياطَ قلبي، سرى سُمها في عروقي، سال معها وجعي، سُقِيتْ بها روحي حتى ذبلتْ!

الآن أقف على حافة بؤسي، أتجرعُ مرارة ثقةٍ محطمة، كشفت عن وجهٍ قبيحٍ تشوهتْ سريرته.

أسوأ مافي الغدر أنه لايأتي بغتةً، بل على جسور من الأمل؛ فنسقط منها في منتصف الطريق، وتلتقطنا الخيبة في صمت، فقط لتذكرنا أن بعضَ القلوب لاتستحقُ أن تُؤتمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى