المقالات

ماتياس يايسله بين ثقة الجماهير وتحديات الإدارة

رغم صغر سنه وقلة خبرته التدريبية مقارنة بغيره من مدربي دوري روشن السعودي للمحترفين، إلا أن الألماني ماتياس يايسله استطاع أن يكتب اسمه في سجل إنجازات النادي الأهلي من الباب الآسيوي الواسع، بعد أن قاد الفريق إلى التتويج بلقب دوري أبطال آسيا للنخبة، محققاً حلماً طالما راود جماهير “الملكي ” لسنوات طويلة.

يايسله، الذي خاض مع الأهلي كل مباريات البطولة دون أن يتعرض لأي خسارة، أثبت كفاءته الفنية خارج الإطار المحلي، ونجح في رسم هوية فنية مميزة للفريق على مستوى القارة. ومع ذلك، فإن الصورة في البطولات المحلية بدت مختلفة تماماً، حيث لم يتمكن المدرب الشاب من تحقيق أي إنجاز يُذكر منذ توليه المهمة، باستثناء احتلال الفريق المركز الثالث في الدوري الموسم الماضي، والذي ضمن له التواجد في البطولات الخارجية.

لكن سلسلة الإخفاقات المحلية، كان أبرزها الخروج من نصف نهائي كأس السوبر السعودي أمام الهلال، ثم توديع بطولة كأس الملك في موسمين متتاليين أمام أبها والجندل، جعلت كثيراً من علامات الاستفهام تُطرح حول قدرة يايسله على مواصلة مشواره مع الأهلي.

ورغم الانتقادات،
لا تزال جماهير الأهلي ترى في ماتياس مدرب المرحلة، وتُحمّله فقط جزءاً من المسؤولية، معتبرة أن غياب “أدوات النجاح” من دعم فني ولاعبين محليين وأجانب على المستوى المطلوب، كان أحد أهم أسباب التراجع المحلي. فالفريق لا يمكن أن يحقق الألقاب بمدرب فقط، دون وجود عناصر قوية قادرة على تنفيذ رؤيته الفنية.

واليوم، مع تراجع الأهلي إلى المركز الخامس في جدول الدوري، وضياع فرصة المشاركة في كأس السوبر السعودي للموسم المقبل، يتصاعد السؤال الأهم: هل تجدد إدارة الأهلي (شركة الأهلي الاستثمارية) الثقة في يايسله؟
أم أن هناك قرارات قادمة قد تصدم الشارع الأهلاوي الذي لا يزال يعيش فرحة التتويج القاري؟

ما ستقرره الإدارة في الأيام القادمة سيكون حاسماً، لكن الأكيد أن الجماهير تأمل في قرارات مدروسة لا تخضع للارتجال أو ردة الفعل، بل تنطلق من رؤية فنية واضحة تُعزز قوة الفريق، وتمنحه الأدوات المناسبة لتحقيق الطموحات محليًا وقارياً.

غرم الله الزهراني

كاتب ومحرر صحفي - المنطقة الشرقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى