المقالات

المملكة تحتفل… والأخضر يكسو كل زاوية

في مشهد استثنائي وغير مسبوق، تحوّلت مدن المملكة إلى ساحات فرح واحتفال بعد أن توج النادي الأهلي بلقب بطولة نخبة آسيا بحلّتها الجديدة، ليُسجل اسمه كأول نادٍ آسيوي يظفر بهذه البطولة التاريخية في نسختها الحديثة. ومع إطلاق صافرة النهاية، لم تكن الاحتفالات مقتصرة على مدرجات ملعب الإنماء فحسب، بل امتدت لتضيء سماء المملكة من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، حتى بات من النادر أن تجد بيتًا سعوديًا يخلو من أهازيج الفرح الأخضر.

جماهير الأهلي، التي طالما كانت رقماً صعبًا في معادلة الشعبية، أثبتت مجددًا أنها لا تكتفي بالتشجيع من المدرجات، بل تصنع الحدث وتفرض حضورها في الوجدان الرياضي العربي والآسيوي. لقد شكّلت هذه الجماهير طوفانًا بشريًا من العشق والانتماء، لتؤكد أن الأهلي ليس مجرد نادٍ، بل هو حالة وجدانية راسخة، تلامس القلوب وتكتب التاريخ.

ولو كان لمدرجات ملعب الإنماء سعة مضاعفة، لامتلأت عن آخرها بجماهير الأهلي، التي لا تعرف الاكتفاء ولا ترضى إلا بالصدارة. فالأهلي، بعراقته وأمجاده، يضرب جذوره في عمق التاريخ الرياضي السعودي، وتفاصيله محفورة في كل شبر من أرض هذا الوطن.

ومع كل إنجاز، يُغلق الأهلي باب المقارنات، ويُعيد ترتيب مشهد الشعبية الرياضية، ليبقى هو الأبرز حضورًا، والأكثر تأثيرًا، والأقوى جماهيرية. وما الاحتفال الأخير إلا شهادة حيّة على أن الكيان الأهلاوي لا يُقارن، بل يُحتذى به، وأن عشاقه ليسوا جمهورًا فقط، بل أمة عاشقة تروي المجد وتُغني له

غرم الله الزهراني

كاتب ومحرر صحفي - المنطقة الشرقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى