
مكة المكرمة- اختتمت أعمال ندوة الحج الكبرى في نسختها الـ49 بإصدار بيان ختامي تضمّن عددًا من التوصيات المهمة، شددت فيها على أن “الاستطاعة” شرطٌ أساسيٌ لوجوب الحج، وتشمل القدرة البدنية والمالية والالتزام بالأنظمة المعتمدة من الدولة، لضمان أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
وأكد البيان أن ما تسنه حكومة المملكة من أنظمة وتنظيمات لشؤون الحج يدخل في نطاق الاستطاعة الشرعية، وأن مخالفتها بأي وسيلة تُعد من المحرمات التي تُسبب الأذى للحجاج والمعتمرين وتؤثر سلبًا على جودة الخدمات.
ودعت الندوة إلى تثقيف الحجاج بالمعاني العميقة لشعيرة الحج، وعلى رأسها مفهوم “الاستطاعة”، مع تعريفهم بالأنظمة والتعليمات التي يجب الالتزام بها خلال أدائهم المناسك.
كما أوصت بضرورة أن تقوم الجامعات ومعاهد الأبحاث والدراسات بدعم الجهود العلمية والبحثية التي تُسهم في توضيح أبعاد الاستطاعة الشرعية ومراعاتها في الواقع المعاصر.
وأوضح البيان أن من يُخشى عليه الضرر البالغ، أو يعاني من مرض شديد مستمر بحسب تقارير الأطباء، يُعد فاقدًا لشرط الاستطاعة، وله أن يُنيب غيره في أداء الحج. كما يجوز الاستنابة في أداء بعض المناسك لمن لا يستطيع القيام بها بنفسه، بشرط صحة النيابة الشرعية.
وشدّد البيان على أنه لا يُطلب من المسلم أن يُدخل نفسه في دَينٍ لا يستطيع سداده لأداء الحج، لأن في ذلك مخالفة لمبدأ الاستطاعة.
وأشارت الندوة إلى مبادرة “طريق مكة” كنموذج متميز وفريد في تيسير إجراءات الحج ورفع مستوى الخدمة والراحة للحجاج القادمين من خارج المملكة.
تجدر الإشارة إلى أن ندوة الحج الكبرى تُعد منصة علمية دولية تُنظمها وزارة الحج والعمرة سنويًا، وتجمع نخبة من العلماء والمفكرين والباحثين من مختلف دول العالم الإسلامي لمناقشة قضايا الحج والعمرة من منظور شرعي ومعاصر.