قضية الأمن هي قضية أساسية في الحياة، فاستقرار الإنسانية لا يتحقق إلا بالأمن والأمان.
وقد جاء الإسلام مؤكدًا على هذه الحقيقة، فجعل حفظ النفس والأمن من الضروريات الخمس التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية: الدين، والعقل، والنفس، والعِرض، والمال.
وما دمنا نعيش أجواء موسم الحج، فلنتذكّر دعاء إبراهيم الخليل عليه السلام حين أمره الله تعالى ببناء بيته الحرام ليكون مقصدًا للناس من كل فج عميق، فقال:
(رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات)
فلم يغفل الأمن، لأن توفره شرطٌ لسلامة الحجاج وأمنهم.
وقد أكد الله تعالى في محكم كتابه:
(فيه آياتٌ بيّناتٌ مقام إبراهيم، ومن دخله كان آمنًا).
وبفضل الله تعالى، ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله -، مرورًا بخدمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله -، أصبحت رعاية الحج وخدمة ضيوف الرحمن أولوية ثابتة للمملكة.
وقد أولت القيادة قضية الأمن اهتمامًا بالغًا، ورفضت التهاون فيها، فترى رجال الأمن يعملون ليلًا ونهارًا منذ لحظة قدوم الحجاج إلى أرض المملكة، حرصًا على راحتهم وسلامتهم.
ومن ضمن الإجراءات الأمنية المهمة التي أقرتها المملكة: منع أداء الحج دون تصريح نظامي، وهو إجراء منبثق من مقاصد الشريعة الإسلامية التي جاءت رحمة للعالمين، وامتثالًا لقول الله تعالى:
(ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة)،
فمن لم تتوفر له شروط الاستطاعة، فليس الحج واجبًا عليه، لأن أداءه حينها قد يخلّ بأمنه أو أمن غيره، ويُعد تجاوزًا لقدسية هذه الشعيرة العظيمة.
أما أولئك الذين ينشرون الدعايات الكاذبة ضد المملكة العربية السعودية، ويضلّلون الرأي العام، ولا سيما البسطاء والسذّج لإبعادهم عن الحج، فقد ضلّوا سواء السبيل، لأن الحكم الشرعي واضح في قوله تعالى:
(ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلًا).
لقد بات أمن الحج علامة فارقة في جبين الركن الخامس، وأصبح المسلمون يؤدون مناسكهم في أمن وأمان، ورغد وطمأنينة، وسكينة، بفضل الخدمات العالية المستوى التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية في كل عام، بكل أمانة واقتدار.