حين تأخذنا عدسة الصورة إلى مشاهد حيّة تُظهر تدفقات المياه في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة كل موسم حج يتبادر إلى الأذهان سؤال بديهي : كيف تُدار هذه الكميات الهائلة من المياه داخل شبكة مترابطة ومعقدة وكيف يُتابع منسوبها لضمان استقرار الإمداد المائي المخصص لخدمة ضيوف الرحمن ؟
تحت مظلة وزارة البيئة والمياه والزراعة ومن خلال تكامل قطاعات منظومة المياه تمثل “غرفة المراقبة والتحكم ” الذكية التابعة لشركة المياه الوطنية مركز للتحكم والمتابعة الفعّالة حيث تُدار بيانات تقنية دقيقة بلغة رقمية متكاملة تُشغّل بها عمليات الضخ والمراقبة على مدار الساعة وتُعد من أكثر بيئات العمل هدوءًا إذ يعمل فيها كوادر وطنية متخصصة في صمت وتركيز أمام شاشة عملاقة تعرض خريطة المشاعر وأماكن الخزانات مزودة بحساسات إلكترونية دقيقة ترصد كل تغير في منسوب المياه أو ضغط الشبكة بشكل فوري مايضمن التفاعل السريع وضبط العمليات وفق أعلى معايير الكفاءة ويعمل الفريق بنظام الورديات لضمان الاستمرارية حيث تُدار الخزانات ويُتابع تدفق المياه وضغطها عبر الشبكات الممتدة إلى جميع نقاط الاستهلاك بما يشمل مرافق المسجد الحرام ويتابع كل ذلك عن بعد بدقة واحترافية عالية وتأتي غرفة المراقبة والتحكم ضمن حزمة متكاملة من أعمال شركة المياه الوطنية خلال موسم الحج وضمن الدور التشغيلي المتكامل لمنظومة المياه لتكون العين الرقمية التي تدير وتراقب الإمداد وتضمن وصول المياه المحلاة إلى الحجاج في كل وقت ومكان بما يحقق الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن في أداء مناسكهم .
