في لحظات التحول التاريخي، لا يكفي الانتظار، بل يجب أن يصنع القادة الطريق. سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – ليس مجرد قائد، بل هو صانع مشهد ومهندس توازن، يقود المملكة العربية السعودية في مرحلة جديدة من السياسة الإقليمية. تأتي مبادراته تجاه سوريا لتؤكد دور السعودية كفاعل رئيسي في إعادة تشكيل العلاقات العربية، خصوصًا في إنهاء العزلة السياسية عن دمشق وفتح قنوات التواصل التي طالما كانت مغلقة.
لقد برهنت القيادة السعودية تحت قيادته على أن القيادة تُقاس بالنتائج الفعلية على الأرض، وليس بالشعارات فقط. فمبادرات سمو سيدي ولي العهد تجسد إدراكًا عميقًا بأن احتواء الأزمات وتفعيل الحلول السياسية هما السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار. واليوم، تقف سوريا أمام واقع جديد: صفر عقوبات أمريكية، صفر عقوبات أوروبية، وصفر متأخرات مالية في البنك الدولي، وهذه الأرقام لم تأتِ مصادفة، بل هي حصيلة حراك دبلوماسي سعودي فاعل.
عودة سوريا إلى المشهد العربي بهذا الشكل ليست مجرد إنهاء عزلة دولة، بل بداية مرحلة جديدة من التوازنات، يرتكز أساسها على الحوار والانفتاح وليس على التهميش والإقصاء. وفي هذا الإطار، تبرز السعودية بقيادة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان كقوة سلام واستقرار، وقوة مبادرة حقيقية تحدث فرقًا في واقع المنطقة.
يقول سمو سيدي ولي العهد: “لن نقبل أن تتحول منطقتنا إلى ساحة صراعات، بل نريدها أن تكون منارة للتنمية والتعاون والتقدم.” هذه الرؤية تعكس إيمانًا راسخًا بأن استعادة الاستقرار تبدأ من استعادة الثقة، وأن بوابة الغد تُفتح عندما يتحرك القادة بعزم وحكمة.
الدور السعودي اليوم في سوريا يتجاوز الدبلوماسية التقليدية، فهو رسالة واضحة للعالم العربي بأن الحلول السياسية والتفاهم المشترك هما السبيل الوحيد لإنهاء سنوات النزاع. أصبحت المملكة نقطة ارتكاز في دفع المصالحة وإعادة بناء الثقة بين الأطراف، مما يعزز فرص استقرار المنطقة بأسرها.
إن الدور السعودي في إعادة تأهيل سوريا وفتح قنوات التواصل يعكس نهجًا جديدًا يحمل بعدًا استراتيجيًا يتجاوز الحدود الثنائية. فقد أعاد هذا التوجه بناء جسور الثقة ليس فقط مع سوريا، بل مع الدول العربية الأخرى التي كانت مترددة في التعامل مع الملف السوري خلال السنوات الماضية. فالتحول السعودي يشكل إشارة واضحة لبدء فصل جديد من التعاون العربي المشترك، يرتكز على المصالح الأمنية والاقتصادية والثقافية، ويعزز من فرص التنسيق المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، بما في ذلك الإرهاب والتدخلات الخارجية.
على الصعيد الدولي، تمثل المبادرات السعودية إشارة حيوية للشركاء الدوليين بضرورة دعم الحلول السياسية الشاملة، والتأكيد على أن الاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا عبر حوار بين الدول العربية، مدعوم بإرادة سياسية قوية ورؤية واضحة. وقد عززت الرياض من مكانتها كوسيط وفاعل مؤثر في الأزمة السورية، مما أكسبها احترامًا دوليًا كمنصة إقليمية للمبادرات البناءة.
إن استمرار السعودية في هذا النهج يعكس فهمًا عميقًا لطبيعة التحولات الجيوسياسية في المنطقة، ويبرز دورها كقائدة لمشروع استقرار إقليمي شامل، يدعو إلى الوحدة والازدهار بعيدًا عن أجواء الصراعات والتفرقة.
في الختام، تمثل هذه المبادرات بقيادة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – تحولًا نوعيًا في المقاربة مع الملف السوري، فتفتح صفحة جديدة في العلاقات العربية، وتؤسس لمرحلة من التعاون البناء تهدف إلى أمن المنطقة واستقرارها.
حفظ الله المملكة وقادتها وشعبها، وأدام عزها ومجدها ووحدتها، وجعلها ذخراً للإسلام والمسلمين.
• أستاذ القانون الدولي – جامعة جدة
كلام جميل ، والله ينصر اخواننا السورين في كل مكان ونفرح بعودتهم في وسط بلادهم