الأمثال الشعبية عبارة عن أقوال قصيرة ذات مغزى، توضع لتوضيح حكمة أو درس أو تجربة، وهي جزء من التراث الحضاري والثقافي، وتعكس الأمثال عادةً قيم المجتمع، ومثله وتقديراته.
لكن هناك الكثير من الأمثال الشعبية والحكم التي يتم تداولها بين الناس، نجد فيها بعض الأخطاء اللغوية، أو قد تكون محرفة عن أصلها أو المقصود منها، ويتسبب ذلك في ضياع معنى المثل، وربما الهدف منه، لذلك لا بد من الرجوع لأصل المثل حتى يتضح المعنى والهدف المقصود منه؛ ومن هذه الأمثال التي يتداولها الناس فيما بينهم وتحتاج إلى تصويب:
1- المثل القائل: “تأتي الرياح بما لا تشتهي السِفَن”، والخطأ هنا في كلمة “السِفَن”، بكسر السين وفتح الفاء، وهي جمع “سفينة”، والسفينة جماد لا تحس ولا تشتهي، والصواب هو “السُفُنُ” بضم السين وكسر الفاء، وهو “ربان” أو قائد السفينة؛ لذلك المثل الصحيح يكون كالتالي: “تجري الرياح بما لا يشتهي السُفُنُ”، أي بما لا يرغب أو يشتهي “ربان” السفينة.
2- المثل القائل: “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”، والصواب هو: “الوقت كالسيل إن لم تقطعه قطعك”، فالكثير من الناس ينطقون المثل “كالسيف”، والسيف في الواقع لا يقطع لأنه مصنوع من الحديد الصلب، وصحيح الكلمة هو “كالسيل” الذي يمكن أن يقطع من جانب إلى آخر؛ بمعنى الوقت كالسيل لو لم تقطعه بسرعة، ربما تغرق مع تدفق الأمطار وجريان السيل.
3- المثل الدارج: “كذب المنجمون ولو صدقوا”، والصواب هو: “كذب المنجمون ولو صدفوا”، والخطأ هنا في كلمة “صدقوا”، فكيف يصدقون وهم كاذبون؟ والصحيح تكون ولو “صدفوا”، أي أصابوا الحق بالصدفة وليس بالعلم.
4- وأختم بالمثل القائل: “أعلّمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني”، الخطأ هنا في كلمة “اشتد”، لأن معناها القوة، والقوس لا يحتاج إلى قوة، فالنساء كن يرمين به.
والصحيح هو: “أعلّمه الرماية كل يوم فلما استد ساعده رماني”، فكلمة “استد”، من التسديد، الإتقان في التصويب عند الرماية.