بكل فخر وامتنان، أضم صوتي لتعقيب سعادة اللواء محمد فريح الحارثي فيما طرحه من تعقيب ثري وتحليل واقعي وواعٍ حول مقال معالي الفريق أسعد عبدالكريم الفريح، الذي اعتدنا منه إثارة الفكر وتحريك المياه الراكدة في قضايا تمس جوهر الحياة الاجتماعية والقيم الوطنية.
لقد وضع اللواء الحارثي إصبعه على مكامن الخلل في آلية التطبيق، لا في وجود الأنظمة ذاتها، مؤكدًا على أن التحدي الحقيقي يكمن في تفعيل الأنظمة القائمة وضمان التزام كافة الجهات المعنية بدورها الرقابي والتنظيمي، وهو أمر جوهري في تحقيق فعالية السياسات العامة.
ما تفضل به من أربعة مشاهد واقعية يمثل خارطة طريق إصلاحية شاملة، ويعكس إدراكًا عميقًا للعلاقة بين القيم الوطنية والضوابط القانونية، من خلال:
1. الدعوة لتقنين وتنظيم اصطحاب الكلاب بما يراعي الذوق العام والخصوصية المجتمعية.
2. التنبيه لمخاطر إطعام الحمام والتساهل في تطبيق الأنظمة البيئية.
3. تسليط الضوء على التسول المُنظم الذي يتوارى خلف ستار الضعف والاحتياج.
4. التذكير بأهمية تنظيم الضوضاء في الأماكن العامة، والربط بينها وبين جودة الحياة وسلامة الفرد.
وقد جاءت المقارنات الذكية مع النماذج العالمية لتؤكد أن المملكة ليست بمعزل عن التجارب المتقدمة، لكنها تسير ضمن منظومة قيمية ودينية تستدعي توازنًا بين الانفتاح والتنظيم.
أؤكد ما ذهب إليه سعادة اللواء الحارثي من أن الأنظمة موجودة لكنها تحتاج إعادة نظر في التطبيق، وتشديد في الرقابة، وتغليظ للعقوبات عند الضرورة، وتكامل بين التوعية والتقنين والمحاسبة، حتى تكون قراراتنا على الأرض بمستوى وعي مجتمعنا وحرص قيادتنا الرشيدة على حياة كريمة وآمنة للجميع.
كل التقدير لمعالي الفريق على طرحه العميق، ولسعادة اللواء الحارثي على تفاعله الوازن الذي يحوّل “القرقشة الفكرية” إلى مسار تطبيقي جاد وفعّال ..
* الباحثة والمستشارة الإجتماعية
رئيس مجلس جمعية طفولة امنة