المقالات

السعودية… الدولة المرجعية!!

تلعب المملكة العربية السعودية دورًا فعالًا ومحوريًا في القرار الدولي، فهي تسعى لتعزيز السلام والأمن العالميين من خلال العمل المتعدد الأطراف والمشاركة الفاعلة في المنظمات الدولية، مع التأكيد على أهمية الحوار والتفاوض لحل النزاعات.
لقد أصبحت المملكة في عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظهما الله – وبكل وضوح، ووفقًا للمعطيات الجيوسياسية والاقتصادية في وقتنا الحاضر، دولةً مهمةً وكبرى في المنطقة والإقليم، إنها الدولة صاحبة القرار الأقوى والمؤثر، بل هي الدولة المرجعية التي يُحسب لها ألف حساب، ومن دونها لا يمكن أبدًا رسم قرار حاسم في منطقة الشرق الأوسط.
فنجد أن للمملكة العربية السعودية ثقلًا اقتصاديًا ضخمًا، فهي أكبر اقتصاد عربي حاليًا، وعضو مؤثر في مجموعة العشرين، التي تمثل أقوى (20) اقتصادًا في العالم، إضافة إلى امتلاكها ثاني أكبر احتياطي نفط في العالم بعد دولة فنزويلا، وكل ذلك مكنها من أن تلعب دورًا مركزيًا وحاسمًا في استقرار أسواق الطاقة العالمية.
كما أن المملكة تمثل قوة استثمارية ناعمة، وذلك من خلال صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، فهي تستثمر في مشاريع استراتيجية عملاقة حول العالم، مما منحها نفوذًا اقتصاديًا وسياسيًا.
وللمملكة تأثير سياسي وديني، فهي تحتضن منظمة التعاون الإسلامي التي يقع مقرها في مدينة جدة، وتأسست عام 1969م، وتضم (57) دولة عضوًا، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية ومقره في العاصمة الرياض، وتأسس عام 1981م، كما تحتضن وترعى الحرمين الشريفين، مكة المكرمة مهبط الوحي، ومهوى الأفئدة، المكان الوحيد الذي يُؤدى فيه الركن الخامس من أركان الإسلام، والمدينة المنورة، حيث المهاجرون والأنصار، مما يمنحها ثقلًا دينيًا وروحيًا لدى أكثر من اثنين مليار مسلم، أي ما يقارب 25% من سكان العالم.
وللمملكة تحالفات متوازنة مع دول العالم، فقد أصبحت المملكة تصنع التوازنات، فهي شريك استراتيجي لأمريكا، وفي الوقت نفسه لها علاقات متميزة ووثيقة مع كل من الصين، وروسيا، وبريطانيا، وفرنسا، وهي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
وللمملكة حاليًا دور دبلوماسي نشط وحاسم في كثير من قضايا المنطقة والإقليم، من فلسطين والمؤتمر الدولي لحل الدولتين والمنعقد حاليًا بنيويورك برئاسة المملكة وفرنسا، كما أنها تقود مبادرات لإنهاء النزاعات في كل من اليمن، والسودان، وسوريا، ولبنان، وفي ملفات كبرى مثل أسعار النفط، ووحدة الخليج العربي، والأمن البحري، والاستقرار الإقليمي والعالمي.
من أجل ذلك، فبلادنا حاليًا – ولله الحمد والمنة – لم تعد دولةً كبرى في الإقليم فقط، بل أصبحت المرجعية الوحيدة التي من دونها لا يمكن أبدًا أن يعم الأمن والاستقرار دول الشرق الأوسط، لذلك أصبحت محجةً للوفود الدولية الزائرة التي تنشد رأيها في حل أزمات المنطقة.

وأختم ببيتين من الشعر نظمها الشاعر حمود الغانم:
يا سائلاً عن موطني وبلادي… ومفتشًا عن موطن الأجداد
وطني به البيت الحرام وطيبة… وبه رسول الحق خير منادي

حفظ الله بلادنا وقيادتها وشعبها من كل سوء ومكروه.

أ. د. بكري معتوق عساس

مدير جامعة أم القرى سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى