نصري شمس الدين، مغنٍّ مسرحي لبناني، ترك ما يقارب 500 أغنية بين مواويل ودبكات وأغانٍ عاطفية ووطنية وثنائيات.
ظهر نصري في جميع أعمال الرحابنة المسرحية والسينمائية والتلفزيونية.
لم تحزن الفنانة المتألقة دومًا فيروز كما حزنت وبكت على رحيل زميلها الفنان نصري شمس الدين، وقد اتضح ذلك في مرثيتها التي تقول في آخرها:
غيابك بكّاني يا نصري.
كنت أقول إذا غبت بكرا بيرجع، وإذا فليت بكرا بشوفه، ولا مرة غبت هيك وفليت هالقد!
نصري يا رفيقي الوفي وفناني الكبير…
في شي بفني زاد لأنك جيت، وفي شي نقص لأنك رحت…
كنت ربحي الكبير، وخسرتك يا نصري.

أُطلِق اسم الفنان نصري شمس الدين أخيرًا على “استديو 4” في الإذاعة اللبنانية، واعتبر وزير الإعلام اللبناني الأسبق زياد مكاري أن هذه الخطوة ليست تكريمًا فحسب، بل تقديرٌ لإرثه الغنائي، فكما أغنياته، كذلك أداؤه التمثيلي يحفظه اللبنانيون عن ظهر قلب، ويتذكرونه في أدوار:
المختار، الأمير، الوزير، القائد، الحارس، والبويجي.
كان نصري شمس الدين أحد الذين تمكنوا من تقوية صوت فيروز غنائيًا، فصار أحد أهم الأضلاع في مسيرتها الفنية، وعلى مرّ السنين أصبح نصري حكرًا على الرحابنة، مشاركًا في جميع أعمالهم الفنية.
الجزيرة الوثائقية أصدرت فيلمًا يروي شهادات عن سيرة أحد عظماء الفن اللبناني، نصري شمس الدين، حيث عرضته بطربوشه الأحمر وصلابة حنجرته الفريدة.
يقول الناقد محمد حجازي:
إن أمه لمست موهبة ابن يهرع نحو الراديو منذ صغره، ويلصق أذنه به لمتعة الإصغاء إلى أغنية، فخبّأت بعض النقود واشترت له عودًا.
وشبّهه منصور الرحباني بأساطير التاريخ، وهو يحضر جنازته، وتمتم قائلًا:
“شو بنا؟ كلّما إجانا فخرالدين جديد… بيفل بكير؟”
في شي بفني زاد لأنك جيت، وفي شي نقص لأنك رحت… كنت ربحي الكبير، وخسرتك يا نصري.
بالتأكيد، أنتم الآن تدركون حجم الفقد الذي لحق بالسيدة فيروز، برحيل قامة فنية سامقة في سماء الأغنية العربية… الفنان نصري شمس الدين