يساعد فم الإنسان على الشرب وأكل الطعام وتذوقه ومضغه واستطعامه، كما يساعده في تعبيره اللغوي والجسدي؛ من امتعاض أو تبسّم أو حزن. وعادةً ما يقوم الإنسان بهذه “الوظائف” بلا انتباه وبشكل يومي ومستمر، ومُثبت علميًّا أنه في حال كانت أيٌّ من هذه الوظائف لا تقوم بعملها جيدًا، فإن جودة حياة الإنسان تتأثر وبشكل كبير!
فسيولوجيًّا، عملية الشرب – مثلًا – تبدأ بضمّ الشفتين على طرف وعاء بواسطة عضلات ما حول الفم، المُسمّاة بـ”الأوبيكيولاريس أوريس”، عن طريق إرسال إشارات دماغية تسمح بانقباض العصب الوجهي السابع المتحكم بتلك العضلة. وبمجرد أن يتدفق السائل إلى داخل الفم، تبدأ سيمفونية عضلية عصبية من الانقباضات والانبساطات اللاإرادية، والتغذيات الراجعة الحسية والحركية من الدماغ بين مختلف الأجزاء والعضلات الفموية، والتي يشارك فيها العديد من العضلات والأعصاب، مثل: العصب الثلاثي، وعصب اللسان، وعصب البلعوم، واللوزتين، وغيرها، حتى ينتقل السائل من الشفتين إلى المعدة. فإن اضطربت أو اختلّت أيٌّ من الأجزاء الفموية المذكورة أعلاه، فقد يصبح شيئًا بسيطًا ومهمًّا كالشرب أمرًا ذا صعوبة، وله بالتأكيد عواقب على صحة الإنسان النفسية والجسدية، وعلى تغذيته السليمة.
نرى ذلك في المصابين بعدوى فيروسية تصيب الجهاز العصبي، كعدوى الهربس أو ما يُعرف بالجدري، أو متلازمة رامسي هانت، أو مرض باركنسون، والزهايمر، أو الجلطات الدماغية، وغيرها. فتجد أن مما يعاني منه المصابون بهذه الأمراض هو الأعراض الفموية وما يصاحبها من تحديات. يُذكر أن هذه الاضطرابات قد يكون لبعضها حلول تساعد على الاستشفاء منها أو التقليل من آثارها ووقعها على صحة المريض وجودة حياته، وذلك بإشراف طبيب الفم المختص.
يقول المتنبي:
ومن يكُ ذا فمٍ مرٍّ مريضٍ
يجد مرًّا به الماءَ الزُّلالا






