تشكل مدن المنطقة الشرقية (الدمام – الخبر – الظهران – القطيف – الجبيل) عقداً من اللؤلؤ، يضم كل مقومات الجمال والإبداع . فلكل مدينة من هذه المدن بريقها الخاص بما تحمله من عناصر جذب سياحية مميزة . وإن كان التنافس بينها يعتبر عاملاً مشجعاً للتطوير، فإن جمال المنطقة لا يكتمل إلا عبر خطة تكاملية تجمع بين ما تملكه كل مدينة من مقومات ، لتشكّل معاً عقداً لؤلؤياً متناسقًا .
دعونا نلقي الضوء على ما تتميز به كل مدينة ، ثم نتخيّل كيف سيكون الحال لو تكاملت هذه المزايا مع بعضها البعض . عندها سنجد أن التنافس الإيجابي بينها سيصب في النهاية في بوتقة واحدة ، لتمنح هذه المدن قوة جاذبة للزوار من داخل المملكة وخارجها . وحتى وإن رأى البعض في توزيع السكان بين هذه المدن أمراً سلبياً، أراه ميزة ، إذ يتيح لأهالي المنطقة المزيد من الخيارات عبر التنقل من مدينة إلى أخرى، مستفيدين من المزايا التنافسية لكل مدينة ، مما يزيد من القوة الشرائية ويدعم الحركة التجارية.
فالدمام بعراقتها وتاريخها، والخبر بحداثتها ومركزها التجاري، والقطيف بمدنها وقراها العامرة بالمواقع التاريخية وأسواقها الشعبية، والجبيل “البلد” بمكانتها التاريخية كميناء عريق، ثم الجبيل الصناعية بقوتها الاقتصادية، ناهيك عن الظهران التي ارتبط اسمها بشركة أرامكو ومركزها الحضاري الثقافي “إثراء”… جميعها تشكّل لوحة متكاملة لا يملّها السائح ولا أبناء المنطقة أنفسهم . بل إن هذا التكامل كفيل بجذب المزيد من الاستثمارات متى ما وُضعت له خطط واضحة ومدروسة تكاملية لا تنافسية تقليدية.
وقد اخترت هذه المدن لقربها من بعضها البعض، دون أن يقلل ذلك من أهمية تكاملها مع محافظة الأحساء، التي تُعد بحد ذاتها وجهة سياحية متكاملة، وكذلك مع حفر الباطن والسفانية والنعيرية التي تزدهر في مواسم الشتاء والأمطار، وتستقطب الزوار من مختلف دول الخليج.
كل ذلك ممكن ومشجع. لكن قبل ذلك ، لا بد من تسليط الضوء
على ما تحتاجه هذه الخطة التكاملية كي تنجح وتحقق أهدافها ، من إمكانات لوجستية ، في ظل دعم قيادتنا الحكيمة، حفظها الله وسدد خطاها ، وطموح سمو أمير المنطقة الأمير سعود بن نايف وتوجيهاته السديدة ، وسمو نائبه الأمير سعود بن بندر، أيدهما الله. وهذا ما سأتطرق له في مقال الغد بإذن الله . ولكم تحياتي.
