على مدى عقد من الزمن، وصل تأثير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى ملايين المستفيدين حول العالم، مؤكدًا ريادة المملكة في تقديم الدعم الإنساني المتكامل ومواجهة الأزمات الطارئة بكل احترافية.
تأسس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief) بمرسوم ملكي في 13 مايو 2015 ليكون الكيان الموحد والمنظم للمساعدات الإنسانية والتنموية التي تقدمها المملكة خارج حدودها، وفق المعايير الدولية ومبادئ الحياد والشفافية والاحترافية. ويتولى الإشراف العام عليه معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، الذي يقود شبكة واسعة من الشراكات مع وكالات أممية ومنظمات دولية ومحلية لضمان وصول المساعدات الإنسانية بكفاءة عالية.
منذ تأسيسه وحتى أغسطس 2025، نفذ المركز أكثر من 3,612 مشروعًا في 108 دولة بقيمة تجاوزت 8.141 مليارات دولار، مستفيدًا منها ملايين الأفراد. شملت هذه المشاريع برامج التطوع الطبي التي بلغ عددها 799 برنامجًا في 50 دولة، تنوعت بين جراحات قلب وعيون وكلى، وحملات صحية، إضافة إلى تدريب وبناء قدرات الكوادر المحلية. ومن أبرز الدول المستفيدة من تدخلات المركز اليمن، سوريا، فلسطين/غزة، السودان، الصومال، باكستان، أفغانستان، لبنان، الأردن، العراق، تركيا، المغرب، بنغلاديش، إندونيسيا، إثيوبيا، كينيا، نيجيريا، النيجر، تشاد، الكاميرون، سريلانكا، وهايتي، مع توسع مستمر بحسب طبيعة الأزمات ونداءات الاستغاثة.
لقد نجح المركز في تحقيق أثر ملموس من خلال قصص نجاح متعددة، ففي اليمن ساهم مشروع مسام لنزع الألغام منذ عام 2018 في إزالة أكثر من نصف مليون قطعة متفجرة، ما أنقذ حياة آلاف المدنيين وفتح طرق المدارس والمزارع، وفي غزة وصل المركز عبر جسور إغاثية جوية وبحرية أكثر من 7,180 طنًا من الغذاء والدواء والمأوى ضمن 58 طائرة و8 سفن، مما دعم آلاف الأسر المحتاجة بشكل عاجل، كما ساعدت برامج التطوع الطبي في باكستان وأفغانستان آلاف المرضى في جراحات القلب والكلى والعيون، مع تدريب مئات الأطباء المحليين لتعزيز الاستدامة الطبية وتحسين قدرات النظام الصحي المحلي.
كما يقدم المركز دعمًا ملموسًا لمرضى السرطان في الأردن وغزة، من خلال تغطية تكاليف العلاج للمرضى وترتيب النقل الطبي العاجل لتلقي العلاج المتخصص، بهدف تخفيف المعاناة عن المرضى وأسرهم وضمان حصولهم على الرعاية الطبية المتقدمة. وقد تم علاج 195 مريضًا بالسرطان، بما في ذلك لاجئين سوريين ويمنيين، بفضل دعم وجهود المركز.
شارك المركز أيضًا في دعم الشعب السوداني خلال الحرب الأهلية عبر تسيير جسور إغاثية بحرية وجوية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، حيث شملت الشحنات الغذائية والطبية أكثر من 12 طائرة و52 باخرة، إضافة إلى توزيع المواد الغذائية والمساعدات الطبية في ولايات الخرطوم والجزيرة وجنوب السودان، بالتعاون مع وكالات أممية مثل برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مما يعكس التزام المملكة بدعم المتضررين من النزاع داخل السودان والدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السودانيين.
ولا يقتصر دور المركز على الإغاثة العاجلة، بل يمتد إلى تعزيز التنمية المستدامة في المجتمعات المستهدفة، من خلال برامج الأمن الغذائي التي تشمل توزيع الغذاء وإنشاء مزارع صغيرة ومشاريع إنتاجية، وتوفير المياه النظيفة وتحسين الصرف الصحي، ودعم التعليم وحماية الأطفال، إضافة إلى برامج التمكين الاقتصادي التي تشمل التدريب المهني والإقراض الصغير لدعم الأسر الأكثر ضعفًا.
ويعتمد المركز نموذج “التنفيذ عبر الشركاء” مع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والوطنية لضمان الوصول الآمن والفعال وتعزيز الشفافية والمساءلة، وقد ساهمت هذه الشراكات مع منظمات مثل WHO وUNDP وUNICEF في توسيع نطاق المساعدات لتصل إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين. كما واصل المركز تطوير شراكاته الدولية لتعزيز التنمية المستدامة، حيث وقع في 25 فبراير 2025 اتفاقية مع البنك الإسلامي للتنمية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي لدعم الدول الأعضاء ذات الدخل المتوسط والمنخفض ضمن المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة.
كما شارك المركز في تنظيم المنتدى الدولي الإنساني الرابع بالرياض، الذي أُقيم في 24 و25 فبراير 2025، مسلطًا الضوء على إنجازاته ومساهماته الإنسانية حول العالم، وعزز من خلاله شراكاته مع المنظمات الدولية والأممية لتبادل الخبرات وتعزيز دور المملكة كفاعل إنساني ودبلوماسي مؤثر عالميًا.
ختامًا، على مدى عقد من الزمن، أثبت مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أنه ليس مجرد جهة إغاثية، بل رمز للريادة الإنسانية والسياسة الدولية السعودية في العمل الإنساني العالمي، ومن خلال استراتيجيته المهنية وشراكاته الأممية والدولية نجح في الوصول إلى ملايين المستفيدين وحماية الأرواح وتمكين المجتمعات الأكثر هشاشة، ليؤكد بذلك مكانة المملكة كفاعل إنساني ودبلوماسي مؤثر على الساحة الدولية، ويعكس الدور القيادي للمملكة في تعزيز الاستقرار والإنسانية حول العالم.





